مشروع الاستزراع السمكي Fish farming project؛ من المشروعات العملاقة التي لها دور كبير في تحقيق الأمن الغذائي، وسد حاجة السكان للاستهلاك السمكي، وتصدير الفائض أيضًا للخارج وتوفير العملة الصعبة، وذلك لأنه يوفر البيئة المناسبة لزيادة معدل الأسماك وزيادة الإنتاج، وإنتاج أنواع نادرة من الأسماك، وذلك يساعد على خفض نسبة البطالة في الدولة لوجود فرص عمل كثيرة بشكل مباشر أو غير مباشر.
مشروع الاستزراع السمكي
قامت الدولة بتنفيذ العديد من مشروعات الاستزراع السمكي في السنوات الماضية التي جعلت مصر تقترب من الاكتفاء الذاتي من الأسماك ومن أهم المشروعات التي تم تنفيذها الآتي:
مشروع القناة
كان البدء في مشروع الاستزراع السمكي في شرق القناة في الفترة التي تم إنشاء قناة السويس الجديدة فيها، وهذا المشروع حقق نجاح كبير في زيادة معدل الثروة السمكية، بالإضافة إلى توفير أنواع مختلفة من الأسماك، وذلك له دور كبير في توفير حوالي 3000 فرصة عمل، وأشارت بعض الدراسات أنه بعد اكتمال المشروع ومروره بكافة المراحل استطاع أن يحقق حوالي عشرة آلاف فرصة عمل سواء بشكل مباشر او غير مباشر، وقد مر مشروع القناة بثلاثة مراحل أساسية وهي:
- المرحلة الأولى: تم إنشاء 1034 حوض سمكي في البداية وبعدها تم إنشاء 44.040 حوض، وجميع هذه الأحواض تضم أسماك بحرية فاخرة.
- المرحلة الثانية: بدأت بعد الانتهاء من والعمل في المرحلة الأولى واستمر العمل بها لمدة عام كامل، وتمت هذه المرحلة في أحواض ترسيب 22 و 23 و جزء من 18 وكان الهدف منها تنفيذ 1600 حوض سمكي على مساحة تقدر 2900 فدان.
- المرحلة الثالثة: تمت في حوض ترسيب 17 وجزء من 18 على مساحة حوالي 2700 فدان.
بركة غليون بكفر الشيخ
تعتبر بركة غليون بكفر الشيخ مشروع الاستزراع السمكي الأكبر على مستوى الشرق الأوسط بالكامل ويتم فيه تنقية مياه المزارع السمكية قبل استزراع الأسماك وبعد إخراجها أيضًا، حتى تكون صديقة للبيئة، وتم البدء في تنفيذ هذا المشروع في 18 نوفمبر 2017 وبذلك يتم الحفاظ على المنطقة المحيطة بالمزرعة، وهذا المشروع استطاع أن يحقق زيادة هائلة في الثروة السمكية تقدر بحوالي 75% فهو يمثل حوالي ثلث إنتاج مصر بالكامل للأسماك وذلك كان له دور في انخفاض أسعار الأسماك بنسبة 20% والقدرة على تصدير الأسماك والحصول على العملة الصعبة، ويتم الإشراف عليه من قبل القوات المسلحة، وقد مر المشروع بمرحلتين أساسيتين وهما:
- المرحلة الأولى: وهي المرحلة التي تم وضع البنية التحتية للمشروع فيها وتم إنشائها على مساحة 4000 فدان، واستطاعت توفير كمية كبيرة من أفضل أنواع الأسماك والتي تقدر بحوالي 3000 طن أسماك، و5000 طن جمبري سنويًا.
- المرحلة الثانية: هي المرحلة الأكبر والأهم حيث تم إنشائها على مساحة 9000 فدان وتم تنفيذ فيها الكثير من الخطوات الهامة.
الاستزراع السمكي ببورسعيد
أنشئ مشروع الاستزراع السمكي ببورسعيد في عام 2021 وتشمل 5906 من الأحواض، وقام بافتتاحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتم توزيعها على ثلاثة مزارع وهي كالآتي:
- المزرعة أ: تم إنشائها على مساحة 9500 فدان لكي تشمل 3521 حوض.
- المزرعة ب: تم إنشائها على مساحة 4898 فدان وتم إنشاء 1810 من الأحواض.
- المزرعة ج: تم انشائها على مساحة 1592 فدان وتشمل 575 حوض.
المزرعة النموذجية بالأقصر
بدأ إنشاء مشروع الاستزراع السمكي في مدينة ارمنت قرية الرزيقات بالأقصر في عام 2014، وتم تخصيص مساحة 4500 متر لكي يتم إنشاء 4 أحواض عليها، وذلك المشروع وصلت تكلفته 7 مليون جنيه، واستطاع هذا المشروع أن يخلق 150 فرصة عمل.
مزارع سمكية بدمياط
يوجد في دمياط عدد كبير من المزارع السمكية التي يصل عددها إلى 1300 مزرعة منتشرة في الكثير من القرى، وأكثرهم في المنطقة بين قريتي شطا والسيالة، كافة هذه المزارع تساعد على توفير كميات كبيرة من جميع أنواع الأسماك، كما أنها تخلق الكثير من فرص العمل في جميع مراكز وقرى دمياط.
شاهد أيضًا: مشروع مربح من المنزل للرجال
أهداف مشروع الاستزراع السمكي
يوجد الكثير من الأهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيقها من خلال تنفيذ مشروع الاستزراع السمكي ومن أهم هذه الأهداف الآتي:
- سد حاجة الدولة في الاستهلاك السمكي، وتغطية الزيادة السكانية.
- تقليل نسبة البطالة لأن هذه المشروعات قادرة على خلق فرص عمل كثيرة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك للحد من الهجرة الغير شرعية.
- تقليل استيراد الأسماك من الخارج والقدرة على الاكتفاء الذاتي، وبالفعل تم تخفيض استيراد الأسماك بنسبة 27%.
- القدرة على إنتاج أجود أنواع الأسماك مثل الجمبري والبوري وغيرها من الأسماك النادرة.
- القدرة على تصدير الأسماك للخارج وتوفير العملة الصعبة.
- التخلص من مشكلة الصيد الجائر في البحيرات، والتخلص من مشكلة صيد الزريعة أيضًا.
- توفير منطقة جيدة خالية من كافة مصادر التلوث لإنتاج أفضل أنواع الأسماك، التي تتميز بارتفاع سعرها وارتفاع قيمتها الغذائية، من أجل سد الاستهلاك المحلي وتصدير الفائض للخارج.
المقومات التي تم تنفيذها في مشروع الاستزراع السمكي
هناك بعض المقومات التي تم تنفيذها في مشروع الاستزراع السمكي والتي منها ما يلي:
- مركز الأبحاث والتدريب والتطوير: وهذا المركز يوجد به معمل لفحص جودة الأسماك وجودة المياه وجودة الغذاء وجودة الأعلاف، بالإضافة إلى مركز تدريب يتم تدريب العاملين فيه.
- وحدة تفريخ الأسماك: وهي من أكبر وحدات التفريخ على مستوى الشرق الأوسط بالكامل، ويتم فيها إعداد الأمهات لتفريخ أعداد كبيرة من فصائل مختلفة من الأسماك.
- مصنع لإنتاج العبوات الفوم لحفظ الأسماك: وذلك لأن العبوات الفوم تحتفظ بالبرودة وأيضًا كي يتم توصيل الأسماك للعملاء طازجة.
- مصنع الثلج: لكي يتم حفظ الأسماك بعد تصنيعها، وحفظها أثناء نقلها، ولا يقتصر العمل على ذلك فقط، بل يتم توريد الثلج للمصانع الأخرى.
- منطقة سكنية للعاملين: حيث تضم هذد المنطقة المبيت للعاملين بالإضافة إلى المناطق الترفيهية والملاعب، وأماكن للمعيشة.
- مصنع إنتاج الأعلاف: حيث يقوم بإنتاج أعلاف الأسماك البحرية والجمبري.
العائد الاقتصادي من مشروع الاستزراع السمكي
يوجد الكثير من الفوائد التي تعود على الدولة من إنشاء مشروع الاستزراع السمكي ومن أهم هذه الفوائد الآتي:
- زيادة معدل الإنتاج السمكي بشكل كبير: حيث تم تسجيل إجمالي الإنتاج 2.2 مليون طن، منه حوالي 1.7 من الاستزراع السمكي.
- تحقيق الاكتفاء الذاتي: وذلك بفضل إنشاء الكثير من المشروعات العملاقة، وتوفير آليات الصيد الحديث، وإحكام الرقابة من خلال سن القوانين، مما جعل مصر تحتل المركز الأول في الاستزراع السمكي على مستوى أفريقيا والمركز السادس على مستوى العالم، والثالث في السمك البلطي.
- إنخفاض أسعار الأسماك في الأسواق بشكل كبير وملحوظ: وذلك بسبب توافر الأسماك بكميات كبيرة، مما أصبحت تتناسب مع كافة الفئات.
- زيادة معدل الإنتاج السمكي: والذي أدى إلى تحقيق الأمن الغذائي على الرغم من أن الكثير من دول العالم لديها مشكلة فيه، وأيضًا على الرغم من زيادة عدد السكان في مصر إلا أن الإنتاج السمكي قادر على تغطية هذه الزيادة.
- القدرة على تصدير الأسماك بكميات كبيرة: والتي ساعدت على دخول العملة الصعبة إلى الدولة.
شاهد أيضًا: مشروع الرمال السوداء وأهم المعلومات عنه
سلطت الدولة الضوء بشكل كبير على مشروع الاستزراع السمكي وأهتمت به بشكل كبير لزيادة معدل إنتاج الأسماك، ومحاربة الصيد الجائر، ومحاولة الإكتفاء الذاتي وتقليل إستيراد الأسماك من الخارج والقدرة على تصديرها.