مؤسس الدولة الأموية هو الخليفة (The founder of the Umayyad dynasty is the Caliph) معاوية بن أبي سفيان الذي تمكن من جمع المسلمين بعد مقتل الخليفة والصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه في عام 40 هـ، وبعدها بدأ الأمويون بالفعل في تأسيس دولة حاملة اسمهم فعرفت دولتهم باسم دولة بني أمية أو الدولة الأموية، أو الخلافة الأموية، وكانت من الدول القوية وكانت ثاني خلافة في التاريخ الإسلامي بعد خلافة الخلفاء الراشدين وأكبر دول الإسلام واستمرت قائمة لمدة تسعين عامًا (41 – 132 هـ / 662 – 750 م).
مؤسس الدولة الأموية هو الخليفة
تمتعت عائلة مؤسس الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان بقوة وشرف قبل الإسلام حيث كانت موكلة بالمهام الكبرى ومنها قيادة القوافل التجارية، وإدارة شأن الحرب، لذا نجد سيرة مؤسس الدولة الأموية مليئة بما يٌسر النفس، ونعرضها فيما يلي:
- اسم مؤسس الدولة الأموية هو الخليفة أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأُموي القرشي، ويُعد واحد من أشهر صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعرف عنه سيرته الشريفة، وأخلاقه السامية.
- وُلد في مكة المكرمة، وكان من أوائل الرجال الذين أسلموا واتبعوا نهج الرسول معلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم.
- تمتع هو وعائلته بشأن عظيم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث عامل الرسول صلى الله عليه وسلم أبا سفيان معاملة حسنة، وقال في حقه: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، واستخدم الرسول صلى الله عليه وسلم معاوية بن أبي سفيان ككاتباً له.
- كان لمعاوية شأن عند الخلفاء الراشدين، ولهذا كُلف بمناصب كثيرة في الجيش، وتولى ولاية بعض الإمارات الإسلامية في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- حارب معاوية وأخوه يزيد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وتولي معاوية في عهده أيضًا إمارة دمشق، وبعدها أصبح واليًا على الشام كلها.
نسب الأمويّين
يرجع نسب الأمويين إلى بني أمية بن عبد شمس، وكانوا يتمتعون بمكانة عالية ومرموقة في قريش، وبرز فيهم أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية لأنه كان من كبار رجال قريش، ومن بعده برز ابنه معاوية أبا سفيان الصحابي رضي الله عنه، وكان واحد من كتاب الوحي بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وبعدها أصبح مؤسس الدولة الأموية هو الخليفة معاوية بن أبي سفيان.
بداية نشأة الدولة الأموية
بعد مقتل الصحابي الجليل عثمان بن عفان اختلف مؤسس الدولة الأموية هو الخليفة معاوية بن أبي سفيان مع علي بن أبي طالب رضي الله عن الجميع، ولكن على الرغم من هذا الخلاف ظل واليًا على الشام، وفيما يلي نعرض قصة نشأة الدولة الأموية:
هناك خلاف في تاريخ بداية الدولة الأموية، ولكن غالبا أنها نشأت في عام الجماعة الأول وهو عام 41 هـ، فبعد استشهاد الإمام والخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بايع المسلمون الحسن بن علي رضي الله عنهما لتولي الخلافة، ولكن في ذات الوقت كان معاوية والي على الشام كلها، وهنا وقع خلاف بين المسلمين في اختيار الخليفة القادم.
كان في البداية من المرجح تولي الحسن بن علي بن أبي طالب حفيد الرسول -صلى الله عليه وسلم- الخلافة، ولكنه كان يخشى الفتنة المحتملة بين المسلمين، وخاف من وقوع قتال ونزيف دماء، ورأى أن معاوية بن أبي سفيان أولى منه في هذا الشأن، لذا تنازل له عنها ابتغاء وجه الله تعالى، ورغبة في حقن دماء المسلمين.
حصل الصحابي والخليفة معاوية رضي الله عنه البيعة بالخلافة بإجماع من كافة المسلمين في جميع الأمصار، وتوحدت راية الإسلام والمسلمين، وظهر من خلال هذا الموقف من كلاهما رضي الله عنهما وعن الصحابة جميعًا والخلفاء الراشدين صورة من سمو الأخلاق والحكمة في التصرف.
أقرأ أيضا…(من هو صاحب قصيدة صوت صفير البلبل -ما هي أهم إنجازات الأصمعي؟)
مراحل الدولة الأموية
ذكر لنا التاريخ الإسلامي أن الخلافة الأموية مرت بمرحلتين وهما:
مرحلة القوة والازدهار:
دامت هذه المرحلة من عام 41 هـ إلى عام 125 هـ، وبدأت الخلافة بمعاوية بن أبي سفيان نفسه، وبعده ابنه يزيد بن معاوية، وتميزت بالقوة لأن الخليفة معاوية كان لديه خبرة طويلة في مجال الحكم والإدارة، وقيادة الناس، وكان يتميز بعدة خصال حميدة جعلته مناسبًا للمنصب والخلافة.
مرحلة الضعف:
امتدت بدايةً من عام 125 هـ إلى عام 132 هــ، وخلالها سقطت الدولة الأموية، وكان آخر الخلفاء الأمويين هو الخليفة مروان الثاني، حيث حكم بداية من عام 744م حتّى 750م، وهُزِم في معركة الزاب الكبرى التي وقعت في عام 750م، وبعدها تمّت ملاحقة جميع أفراد البيت الأموي وقتلوا جميعًا ما عدا عبد الرحمن الذي هرب ونجا، وتمكن في عام 765 م من تأسيس دولة الأندلس المكملة للدولة الأموية في قرطبة في إسبانيا.
عدد الخلفاء الأمويين
توفي الخليفة معاوية بن أبي سفيان في دمشق عن عمر الثامنة والسبعين عامًا، ودفن هناك بعد خلافة دامت لمدة عشرين عامًا، ومن بعده بلغ عدد الخلفاء الأمويين ثلاثة عشر وهم:
- يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
- معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
- مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية.
- عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم.
- يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم
- يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان.
- إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان.
- مروان بن محمد بن مروان بن الحكم.
أقرأ أيضا…(من هو صاحب قصيدة البردة وأهم أعماله النثرية والشعرية)
سمات عهد الخليفة معاوية
تحلى الخليفة معاوية بن أبي سفيان بسمات حميدة كثيرة، وعرف عنه أخلاقه العالية فكان لبيبًا، وعادلًا، وقويًا، وبليغًا، وفصيحًا، وكريمًا، وسياسيًا محنكًا، وفيما يلي نوضح سمات عهده:
- تميزت فترة خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- بالازدهار والاستقرار.
- ينسب الفضل إليه فيما يخص تنظيم شؤون الدولة من خلال الدواوين وبالأخص ديوان الخاتم.
- شكل جهاز شرطة خاصة لحماية الخليفة، وهذا وجه من أوجه الاختلاف بين عهده وعهد بقية الخلفاء الراشدين.
- أخذ لنفسه عرش، وحجاب، وحرس وكانت له مقصورة خاصة به في المسجد.
صفات معاوية بن أبي سفيان
تنقسم صفات مؤسس الدولة الأموية هو الخليفة معاوية بن أبي سفيان إلى صفات جسدية وأخلاقية، ونعرض كلا منهما فيما يلي:
- الصفات الجسدية: كان طويل الجسم، وأبيض البشرة، بل شديد البياض، وكان جميل الهيئة.
- الصفات الأخلاقية: كان فصيح اللسان، صبورًا، وحليمًا، وله هيبة، وشديد الذكاء، وحكيم، وكريم، واتصف بكل مكارم الأخلاق.
مؤسس الدولة الأموية هو الخليفة والصحابي معاوية بن أبو سفيان بن حرب وهو واحد من أكبر وأهم سادات قريش، وأهم زعمائها قبل مجيء الإسلام، وهذه القوة والشجاعة انتقلت إلى ابنه الذي تمكن من جمع المسلمين تحت راية واحدة بعد موت الخليفة الراشد علي بن أبي طالب على يد الخوارج.