هل يغفر الله ممارس العادة (Does God forgive the habitual person?) من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثير من الشباب، حيث يعاني أغلبهم من ممارسة العادة السرية والتي تتحول بعد ذلك إلى إدمان، ويحتار الكثير من الشباب في كيفية التخلص من هذه العادة، حيث أوصى أغلب العلماء بالتقرب إلى الله تعالى بالدعاء والتوبة من تلك العادة المزعجة، كي تتخلص منها وينبغي على كل إنسان ضعيف أمام شهوته الرجوع إلى الله دومًا مهما عزمت ذنوبه، وسوف نوضح لكم الإجابة الدقيقة على أكثر الأسئلة شيوعًا، وهو هل يغفر الله ممارس العادة.
هل يغفر الله ممارس العادة؟
في سبيل التعرف على إجابة هل يغفر الله ممارس العادة؟ ينبغي علينا العلم بأن الله تعالي يسمى بالغفور والرحيم لأنه يغفر جميع الخطايا والذنوب ويتجاوز عن جميع سيئاتنا مهما كبرت أو صغرت، فالله تعالي يفرح بتوبة عبده ما دام العبد حريص على العودة إلى طريق الله عز وجل دائماً، حيث يقول الله تعالى:
” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”
لذلك ينبغي على كل ممارس لهذه العادة التوبة إلى الله تعالى حتى وإن عاد إلى ممارستها مرة أخرى، فالله سبحانه وتعالى لا يحب أن يرى العبد وهو يائس وقانط من رحمته، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
” أَذنَب عبْدٌ ذَنْبًا فقالَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِم أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ ربِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ، وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَي رَبِّ اغفِرْ لِي ذَنبي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبًا، فعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، قد غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ”.
هل يقبل الله تعالى صلاة ممارس العادة؟
صلاة من يمارس العادة السرية تكون غير صحيحة طالما أن الشخص جنباً، بل ينبغي عليه الاغتسال والتطهر من هذه الجنابة وبعد ذلك يستطيع التضرع إلى الله بالدعاء والصلاة وتكون صلاته مقبولة بإذن الله تعالى، وينبغي أن يكون الشخص نادماً على فعل هذه العادة وأن يعزم الأمر بأن يتركها.
دعاء الاستغفار من العادة السرية
بعد التعرف على إجابة هل يغفر الله ممارس العادة ينبغي علينا ذكر مجموعة من أدعية الاستغفار من ممارس ومن أجمل هذه الأدعية هي التالي:
- اللهم إني أدعوك بالتقى والهدى والعفاف والغنى.
- أسألك يا الله بأن تحصن فرجي وتطهر قلبي.
- اللهم إني أعوذ بك من شر قلبي ومن شرور لساني ومن شرور بصري وأعوذ بك من شر سمعي.
- أدعوك يا رحمن يا رحيم بأن تغفر لي ذنبي فأنت تغفر الذنوب وأدعوك بأن تهدني وتردني إليك الرد الجميل وأن أبتعد عن ارتكاب جميع الذنوب والخطايا يا الله.
- اللهم إني أسألك بالتوفيق في ترك المعاصي وأن تختم لي أعمالي بالأعمال الصالحة يا غفور يا رحيم.
- يا الله إني عبدك الضعيف أتوب إليك من جميع الذنوب التي ارتكبتها دون علم مني أو بعلم مني وأدعوك بالمغفرة والرحمة في الدين والدنيا.
- اللهم إني أسألك بأن تغفر لي وتسامحني عما في قلبي ولا يرضيك وفي خاطري ولا يرضيك وعن كل معصية وقعت فيها التي أعلم والتي لا أعلم، أتوب إليك من كل الذنوب.
- اللهم يا غافر الذنوب ويا شديد العقاب أدعوك بأن تغفر لي الذنوب العظيمة وأن تتوب علي التوبة النصوحة أنك أنت الغفور الرحيم.
أقرأ أيضا…(هل الاغاني تبطل الصيام بالدليل من القرآن والسنة النبوية)
تركت العادة السرية ورجعت لها
يقع الكثير من الشباب في أمر ترك العادة السرية ثم العودة إليها مرة أخرى، وفي تلك الحالة ينبغي على الشباب التوبة إلى الله تعالى والعزم على عدم تكرار ذلك الفعل مرة أخرى والندم بشدة، حيث شدد الكثير من العلماء على أهمية الابتعاد عن ممارسة العادة السرية مهما كانت عدد ذنوب المسلم حتى يقوم بتركها بشكل نهائي، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:” التائب من الذنب كمن لا ذنب له”، وينبغي على الشاب المسلم الرجوع إلى الله عند ترك العادة السرية والدعوة بالهداية وصلاح أحواله إلى الأحوال الأفضل والبعد عن المحرمات والمعاصي.
هل العادة السرية من الكبائر؟
هل يغفر الله ممارس العادة ؟ وهل العادة السرية من الكبائر؟ من أكثر ما أثار الجدل في الفترات الأخيرة، حيث أوضح الشيخ أحمد علوان أحد علماء الأزهر الشريف بأن العادة السرية هي من الأفعال المحرمة في شريعتنا الإسلامية لكن يتم استثناء منها الأزواج، كما أكد ألعالم بأن هذا الفعل لم يتم إدراكه من الكبائر لكن عند الإصرار على الذنوب الصغيرة، فسوف تصبح بمرور الوقت معاصي كبيرة وجميعها ذنوب ولا ينبغي علينا الاستهانة بها، وأضاف إلى حديثه بأن العادة السرية محرمة بسبب قوله تعالى:” وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ”.
أقرأ أيضا…(ما هو فضل سورة الفاتحة)
علاج العادة السرية
أعلنت دار الإفتاء عن الكثير من الوسائل التي ينبغي على الشباب الاستعانة بها للتخلص من ممارسة العادة السرية، ومن أهم هذه الوسائل هي التالي:
- ينبغي على الشخص أن يكون حريص بعدم الخلو بنفسه أغلب الوقت.
- تغطية البصر عن جميع الأشياء المحرمة وعدم التفكير في الأشياء التي تثير شهوة الشخص.
- مرافقة أصدقاء صالحين حيث يدفعون الشاب إلى الاستقامة.
- إكثار شخص من الصوم بالأخص صوم النوافل، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم:” يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ”.
- رؤية عواقب الأمور وأن الله سبحانه وتعالى يرانا دائماً، وينبغي علينا احترام نظرة الله تعالى إلينا والاستحياء من أن يجدنا على معصية.
لا أستطيع التوقف عن العادة مهما فعلت
يعاني الكثير من الأشخاص من إدمان ممارسة العادة اليومية السرية كل يوم دون أي توقف، وذلك يؤدي إلى حدوث الكثير من التقرحات والالتهابات في الأعضاء الجنسية، ومن الممكن أن يتسبب في البرود الجنسي ويحدث مضاعفات عصبية ونفسية، وينبغي على هؤلاء الأشخاص الانشغال بأي أمر وممارسة هوايات أخرى غير الجنس، كما ينبغي عليهم التقرب من الله عز وجل والدعاء بالبعد عن هذه المعصية.
أضرار العادة السرية
بعد التعرف على إجابة هل يغفر الله ممارس العادة؟ ينبغي علينا ذكر أضرار هذه العادة السرية، وإليكم أهم الأضرار كالتالي:
- ترفع من معدل الإصابة بالأمراض المختلفة مثل الأمراض المنقولة جنسياً، وهذه الأمراض تنتقل من خلال السائل المنوي أو استخدام الأدوات الملوثة أو السوائل المهبلية.
- الإصابة ببعض الجروح أو الآلام أو الكدمات بسبب ممارسة تلك العادة المحرمة، حيث إن أمر الاستمناء بالأدوات الحادة أو باستخدام الأشياء الصلبة قد يلحق ضرر في الأعضاء التناسلية.
- زيادة احتمالية كسر القضيب، وذلك يحدث عندما يتم القبض على القضيب بشكل عنيف من قبل أي شخص آخر.
- ظهور الكثير من التقرحات على الأعضاء التناسلية والشعور بتورمات في القضيب.
- الشخص يعاني من المضاعفات العصبية والنفسية بسبب إحساسه الدائم بالنقص والذنب وعدم ثقته بنفسه.
هل يغفر الله ممارس العادة؟ من الأمور التي ينبغي على جميع الأشخاص إدراكها، فينبغي البعد عن هذه العادة الخطيرة لأنها تتنافى مع معايير وأحكام شريعتنا الإنسان الإسلامية وترفض النفس السوية الاندفاع وراء الشهوات والغرائز والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي، ويتواجد الكثير من الأشخاص الذين لا يستطيعون مقاومة غرائزهم وينبغي عليهم التقرب إلى الله تعالى ودعائه بالتخلص من هذه العادة.