العمارة الإسلامية في القاهرة Islamic architecture in Cairo؛ من الأمور المميزة التي كانت تستخدم في العصور السابقة من أجل التعبير عن حضارة الإنسان وتطوره عبر مرور الأزمنة، وهي فن من الفنون التي تم استخدامها للوصول في النهاية إلى بناء شيء يرضي جميع الأذواق، كما أنه من أشهر الفنون التي تحمل في طياتها طابع مميز يختلف عن باقي الفنون الأخرى.
العمارة الإسلامية في القاهرة
العمارة الإسلامية من أحد الأساليب المعمارية التي تخص الدين الإسلامي، وقد تطور هذا الأسلوب بشكل كبير مع مرور الزمن وتأثر بالعديد من الأساليب المعمارية المختلفة والتي من بينها عمارة بلاد ما بين النهرين وأيضًا العمارة الرومانية، وبعد مرور فترة من الزمن تأثرت العمارة الإسلامية في القاهرة أيضًا بالعمارة الصينية والعمارة المغولية، ومن أبرز ما يتميز به أسلوب العمارة الإسلامية الألوان الزاهية والتناسق الهندسي، وتوجد العمارة الإسلامية في العديد من الدول التي تحتوي على العديد من المسلمين إلى جانب الدول العربية وبعض من المناطق الأوروبية والتي من بينها إسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومالطا، وترتبط العمارة الإسلامية بالمساجد بشكل كبير، إلى جانب ذلك انتشرت أيضًا في القصور والمباني المختلفة والقبور والحصون، كما استخدمت أيضًا في العديد من المباني العلمانية، ويجب التنويه إلى أن العمارة الإسلامية تحذر من استخدام الصور أو التماثيل التي تكون على هيئة كائنات حية.
تاريخ العمارة الإسلامية في القاهرة
كانت بداية تاريخ العمارة الإسلامية منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة، حيث شرع ببناء أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء، وكان هذا المكان هو أفضل مكان يجتمع فيه المسلمون، ومن ثم أمر الرسول الكريم ببناء المسجد النبوي وقد شارك في بنائه بيده الشريفة، وقد استمرت العمارة السلامة في الدولة الأموية، أما في العصر الراشدي لم يتم ذكر فن من فنون العمارة الإسلامية، حيث تميز هذا العصر بكثرة قتال المرتدين، وبعد ذلك تم الانتقال إلى عصر الفتوحات، والجدير بالذكر أن الخلفاء الأمويون اهتموا بشكل كبير بالعمارة الإسلامية، فقاموا ببناء قصورهم على أساسها، وفي عصر الدولة العثمانية انتقلت العمارة الإسلامية نقلة كبيرة، حيث مزجت بالعديد من الحضارات الأخرى مثل الهندسية والفارسية والأندلسية، ومن أشهر المعمورات الأندلسية قصر قرطبة والأحمر.
أسس العمارة الإسلامية
تختلف أسس العمارة الإسلامية في القاهرة من دولة لأخرى، حيث تمتلك كل دولة الفن المعماري الخاص بها، ومدى تأثرها بالحضارات الأخرى، وهذه الأسس هي كما يلي:
- الطراز الإسلامي القديم: والذي كان بداية لتاريخ العمارة الإسلامية في القاهرة، وذلك بداية من بناء المسجد النبوي الشريف، والذي صمم على هيئة ساحة كبيرة مفتوحة، وقد تم تغطية بعض الأجزاء منها بسعف النخيل.
- الطراز الأموي: والذي تم من خلاله بناء المسجد الأموي والذي تميز بالقباب والمنارات وبالزخارف العربية، والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي أضيفت إلى طراز العمارة المسيحية التي تأثر بها المسلمين في العصر الأموي.
- الطراز العباسي: يضم العصر العباسي العديد من الدول والمماليك المختلفة والتي وضعت كل دولة تأثير وتاريخ خاص بها في العمارة الإسلامية، ومن بينها العمارة الأندلسية، والفاطمية، والمملوكية، والأيوبية، والصفوية، والسلجوقية.
- الطراز العثماني: تأثرت العمارة العثمانية بالسلاجقة، حيث كانت القباب والمنارات واحدة في العصرين، ولكن التصميم الداخلي كان مختلف، وكانت العمارة العثمانية أكثر جمال من العمارة السلجوقية.
أنواع العمارة الإسلامية في القاهرة
العمارة الإسلامية في القاهرة من الأمور المميزة بها، وتتنوع أنواع العمارة الإسلامية وتختلف ما بين أربعة أنواع أساسية، وهذا ما سيتم التعرف عليه فيما يلي:
المساجد
عمارة المساجد من أكثر أنواع العمارة الإسلامية في القاهرة انتشارًا، وللمساجد أهمية كبيرة في الدين الإسلامي، وهي عبارة عن هياكل معمارية إسلامية، ومن بين أشهر أنواع المساجد مسجد قبة الصخرة في القدس، وجامع قرطبة الكبير، ومسجد السلطان احمد في اسطنبول، والجدير بالذكر أن أول نموذج للمسجد كان منزل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تميز بالأعمدة الشاهقة، كما يوجد العديد من أنواع عمارة المساجد التي تشترك مع بعضها في عدة خصائص ومن بينها المحراب والمئذنة، والقبة، إلى جانب الفناء أو الصحن، كما أنهم يشتركان أيضًا في المفروشات و المقتنيات التي توجد بداخلهم.
القصور
بنى العديد من المسلمين قصورهم على هيئة العمارة الإسلامية، وكان يسكن هذه القصور الحكام لتكون بالنسبة لهم هياكل كبيرة تبين لهم أسرار المدينة التي يعيشون فيها، ومن أشهر الأمثلة على القصور الإسلامية القصر العباسي، والذي يرجع تاريخه إلى القرن العاشر، ومن أبرز ما يتميز به وجود مجموعة من الأقواس بداخله إلى جانب ساحة الفناء الكبيرة، كما أنه بني من الطوب، ويوجد بالقرب من نهر دجلة، ويوجد أيضًا العديد من القصور في تركيا والتي يرجع تاريخها إلى العصر البيزنطي والعصر العثماني ومن بينها قصر توبكابي الذي كان يعد المقر السياسي للإمبراطورية العثمانية، وكان يتميز هذا القصر بوجود عدد كبير من المآذن والأفنية به، كما أنه كان يقع على قمة تل.
الحصون والقلاع
الهدف الأساسي من بناء المسلمين الحصون والقلاع هو حماية المدن، وقد شيدوها على هيئة الطراز المعماري، ومن أشهر القلاع والحصون التي تم بناؤها على مر العصور قصر الحمراء في غرناطة في إسبانيا، ويعد مثال للعمارة الإسلامية المغربية، وسبب تسميته بهذا الاسم أنه لون القصر كان أحمر اللون، ويوجد به أسوار عالية يوجد في نهايتها العديد من الأبراج الضخمة التي تحتوي على الكثير من القصور والمباني السكنية، ومن الأنواع الأخرى للحصون والقلاع الإسلامية القلعة الحمراء الموجودة في الهند والتي تم بناؤها من قبل الإمبراطور المغولي شاه جهان.
المقابر
بنيت العديد من المقابر الإسلامية على هيئة العمارة الإسلامية، ومن بينها تاج محل الموجود في الهند، والذي بني من قبل الإمبراطور المغولي شاه جهان، ويتميز تاج محل بالقبة والمئذنة التي تم بناؤها على هيئة الطراز الكلاسيكي للعمارة الإسلامية، ومن الأمثلة المختلفة الأخرى قبر اسكيا الذي يوجد في جنوب الصحراء الكبرى في مالي والذي يعد من أحد أمثلة العمارة الإسلامية الإفريقية، وتتميز المقبرة بشكلها الذي على شكل المربع، ويوجد فيه محراب مزدوج وفناء.
العناصر المميزة للعمارة الإسلامية في القاهرة
تمتلك العمارة الإسلامية في القاهرة العديد من العناصر التي تميزها عن باقي الأنماط المعمارية، وفيما يلي توضيح لتلك العناصر:
- القباب: والتي تعد جزء من سقف العمارة، وتتنوع ما بين الشكل الكروي، والشكل المستدير و الأسطواني، وشكل المثلثات، ومنها ما هو مفتوح ومنها ما هو شفاف ليسمح بدخول الضوء من خلاله.
- الأقواس: والتي توجد بداخل المباني والغرف في العمارة الإسلامية، ومنها ما هو مدبب، ومنها ما هو متعدد القوالب، ومنها ما يكون على شكل حدوة الحصان.
- المقرنصات: وتعرف باسم الهوابط، ومنها ما يكون مزخرف ومنحوت، وتوجد المقرنصات في الجزء الداخلي الآخر من القباب، كما أنها توجد أيضًا في الأقواس.
- المآذن: والتي تتميز بشكل الأبراج العالية التي يوجد بداخلها غرفة واحدة أو أكثر، ولها دور هام في معرفة الناس مكان المسجد، والهدف منها رفع الأذان، ويضم المسجد من مئذنة إلى ست مآذن، وتختلف أشكالها من مسجد لآخر.
- المحراب: والذي يوجد في أحد جدران المسجد، والهدف الأساسي من إنشائه معرفة اتجاه القبلة، ويتميز بشكله النصف دائري.
- فن الارابيسك: يقصد به فن من فنون الزخارف التي تزينت بها العمارة الإسلامية في القاهرة، وهو عبارة عن أشكال هندسية وزخارف نباتية إلى جانب النجمة الثمانية، وقد تم الحصول على هذا الفن من العمارة الرومانية واليونانية والساسانية.
- قاعات الأعمدة: والتي تتنوع ما بين القاعات المستطيلة أو المربعة التي تحتوي على العديد من الأعمدة التي تكون على هيئة شبكة، وقد تم استخدام هذا النمط في المساجد التي تحتوي على أعمدة مثل مسجد آيا صوفيا في تركيا.
- الساحات: تتميز العمارة الإسلامية في القاهرة بوجود الساحات الواسعة بها والتي تحتوي على نوافير خاصة بالوضوء، والهدف من مساحاتها الواسعة أن تسع العديد من المسلمين.
- الحدائق: كان الهدف منها تزيين العمارة الإسلامية، وتحتوي الحدائق على النوافير الرخامية والبرك التي تتزين بالزهور، وعلى الأغلب تكون الحدائق مربعة الشكل.
- الإيوان: وهي عبارة عن قاعة تتميز بجدرانها الثلاثة، والجانب الرابع يكون مفتوح على فناء يتميز بسقفه المقبب.
العوامل التي أثرت على العمارة الإسلامية
تأثرت العمارة الإسلامية في القاهرة بالعديد من العوامل المختلفة ومن خلال ما يلي سيتم عرض نبذة بسيطة عن مجموعة من تلك العوامل:
- الفتوحات الإسلامية في البلاد المتحضرة، إلى جانب انتشار الإمبراطورية الإسلامية من الهند إلى الأندلس.
- العوامل الإسلامية والاجتماعية والسياسية والتشريعية.
- الفنون الخاصة بالأمم العربية والتي كانت في أطراف الجزيرة.
- الطراز المعماري في سوريا والذي ظهر بشكل مفاجئ مما كان سبب بتأثر العمارة بالفن البيزنطي.
- السرعة في انتشار الوعي الثقافي في جميع أنحاء العالم.
- الخلط بين الثقافة الإسلامية والعقائد المحلية في بلدان الفرس.
- المواد التي تستخدم في البناء كثيرة ومتعددة.
- الطقس والمناخ والذي يختلف من مكان لأخر.
أشهر آثار العمارة الإسلامية في القاهرة
يوجد العديد من الآثار المتنوعة التي خلدت عن العمارة الإسلامية في القاهرة سواء في المساجد أو القلاع والقصور، ومن بينها ما يلي:
المساجد
أنشئت العديد من المساجد في مصر عبر العصور الإسلامية المختلفة، ومن بينها ما يلي:
- مسجد عمرو بن العاص: أول مسجد أسس في مصر بعد أن تم فتح مصر من قبل القائد عمرو بن العاص في عام 641م، ويوجد المسجد في حي مصر القديمة في القاهرة وبالتحديد في مدينة الفسطاط.
- الجامع الأزهر: والذي أنشئ في عهد جوهرة الصقلي، ويوجد في الجهة الجنوبية الشرقية من القاهرة وبالتحديد بالقرب من القصر الشرقي الكبير، وقد تم بناؤه في عام 970 م، وأول صلاة جمعه به كانت في 22 يونيو لعام 972م.
- مسجد احمد بن طولون: والذي أنشئ في عهد أحمد بن طولون ليؤدي المسلمين صلاة الجمعة به، وتبلغ مساحة المسجد حوالي 6.5 فدان.
- جامع علي باشا: والذي تم بناؤه في العصر العثماني، ويوجد المسجد في الجزء الغربي داخل قلعة صلاح الدين، وقد عرف المسجد باسم مسجد الالبستر، ومسجد المرمر، إلى جانب العديد من الأسماء الأخرى.
القصور
يوجد في مصر العديد من القصور التي بنيت على هيئة العمارة الإسلامية والتي تعد من أهم الآثار في مصر ومن بينها:
- قصر بشتاك: والذي يوجد في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وقد تم بناء القصر من عام 1334م إلى عام 1339 م على يد الأمير بشتاك الناصري، ليكون القصر منافس لقصر الأمير قوصون، ولكن بعد الانتهاء من القصر قام الأمير بشتاك ببيعه.
- قصر الجوهرة: والذي يوجد في الجهة الجنوبية الغربية من القلعة التي توجد بجانب جامع محمد علي باشا، وقد بني القصر ما بين عام 1811م وعام 1814 م، والهدف الأساسي منه إقامة الولاة، فكان مخصص للحفلات والمقابلات الرسمية.
القلاع
قلعة صلاح الدين من أشهر القلاع في مصر والتي توجد في حي القلعة في القاهرة، بالقرب من جبل المقطم وقد تم تأسيسها على يد صلاح الدين الأيوبي، وكان الهدف من بنائها حماية القاهرة من الغزوات الخارجية، وقم استكمل بناء القلعة أخوه الملك العادل وذلك في عام 1208 م، وهي من أفخم القلاع التي صممت على مدار التاريخ، ويرجع بنائها للعصور الوسطى.
بدأت العمارة الإسلامية في القاهرة بالتحديد في العصر الإسلامي، بداية من بناء مسجد قباء والمسجد النبوي والذي ساهم في بنائه الرسول الكريم، والذي تطور بشكل ملحوظ في العصر الأموي، وقد حصل التطور المعماري على شكله النهائي في العصر العباسي الذي تميز بالاستقرار والازدهار.