الا بذكر الله تطمئن القلوب (Only in the remembrance of Allah will your hearts find peace ) فإذا شعرت بالقلق أو الاضطراب، فتذكر الله تعالى، وقم بذكر الله تعالى بأي شكل من الأشكال وستشعر بالطمأنينة والراحة، وفيما يلي شرح مفصل للآية الكريمة القسم تبدأ الآية الكريمة بالقسم بالله تعالى، وهذا يدل على أهمية ما سيذكر بعده، النفي والإثبات تفيد الآية الكريمة أن القلب لا يطمئن إلا بذكر الله تعالى، وأن مجرد ذكر الله تعالى يبعث في القلب الطمأنينة والراحة، والنفي المطلق تفيد الآية الكريمة أن الطمأنينة لا توجد إلا في ذكر الله تعالى، وأن أي شيء آخر لا يعطي القلب الطمأنينة.
الا بذكر الله تطمئن القلوب
سعادتك في الحياة هي وصولك إلى اطمئنان القلب وراحة البال، واستقرار خواطرك، وأرشدك الخالق- عز وجل- في آيات القرآن الكريم إلى وسيلة تساعدك على أن تحقق سعادتك، وتحمي نفسك من الاضطرابات النفسية والقلق، والارتباك والشك الذي يسبب لك الشقاء، وهي الآية القرآنية (الا بذكر الله تطمئن القلوب ) التي تشير لك إلى أن ذكر الخالق- عز وجل- باستمرار يساعد على طمأنينة قلبك بذكر الله لا يعني ترديد أسماء الله- عز وجل- بلسانك فقط أو ذكر هذه الصفات.
وإنما يعني أن تذكر دائمًا عظمة الخالق، ويستقر في قلبك قوته، وعزته، وحكمته، وعدله، مما يجعلك راضي في جميع الأحوال في السراء، والضراء، والشدة، والرخاء، والمرض والصحة، والطاعة والمعصية، فلابد من أن تسند جميع أمورك إلى خالقك، لأن له حكمه في جميع أمور حياتك، سيساعدك ذلك على أن يستريح قلبك من الحزن والهم.
أهمية ذكر الله
لذكر الله تعالى أهمية كبيرة في حياة الإنسان، فهو ملجأ الإنسان وراحة قلبه، ووسيلة لتحقيق السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة، ومن أهم فوائد ذكر الله تعالى ما يلي:
- طمأنينة القلب، والراحة والسكينة، ويزيل عنه القلق والحزن والاضطراب.
- يقوي الإيمان في القلب، ويزيد من محبة الله تعالى وطاعته.
- يقرب العبد من ربه، ويجعله من عباده المقربين.
- ذكر الله تعالى من أسباب غفران الذنوب، وتطهير القلب من الشوائب.
- تحقيق النجاح في الدنيا والآخرة، فهو يفتح أبواب الخير والرزق، ويدفع البلاء والشقاء.
أشكال ذكر الله
ذكر الله تعالى له أشكال عديدة، منها:
- الصلاة لأنها عماد الدين، وهي من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، وتحقق له الطمأنينة والراحة، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مثل اللهم صل وسلم على نبينا محمد.
- الاستغفار، فهو طلب المغفرة من الله تعالى، وهو من أعظم العبادات التي تزيل الذنوب وتطهر القلب.
- قراءة القرآن الكريم من أعظم الطاعات التي تقرب العبد من ربه، وتبعث في قلبه الطمأنينة والراحة.
- التسبيح والتهليل والتكبير من الأذكار التي تقرب العبد من ربه، وتبعث في قلبه الطمأنينة والراحة، ومثال على التسبيح سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.، ومثال على التهليل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والتكبير مثل الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
- الدعاء، فهو من العبادات التي تقرب العبد من ربه، وتبعث في قلبه الطمأنينة والراحة.، الدعاء مثل اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم اهدني، اللهم يسر لي أمري، اللهم ارزقني، اللهم عافني، اللهم احفظني.
- ذكر الله تعالى على كل حال، وفي كل وقت ومكان، حتى يحقق الطمأنينة والراحة في قلبه، ويفوز بالسعادة والنجاح في الدنيا والآخرة.
فضل كثرة الذكر
عندما يتردد على لسانك ذكر الله- عز وجل- بكثرة، والثناء عليه فإنك وتفوز بالفضل الكبير، وأبرز هذه الأمور:
- فوزًا برضا الخالق- عز وجل- لأنه وعد الشاكرون بالمغفرة، والأجر العظيم.
- يرفع الله من منزلتك يوم القيامة، كما ذكر عن الصحابة أن رسول الله عليه الصلاة والسلام أشار في العديد من الأحاديث النبوية إلى أن إدريس- عليه السلام- رفع الله مكانته عالية، لأنه كان يذكر الخالق- عز وجل- وكان كثير الاستغفار والتسبيح.
- اعتبر ذكر الله- عز وجل- من أعظم الأمور التي تجعلك من الذاكرين، والتي تجعل مكانتك كبيرة في الجنة، لأن الله- عز وجل- يحشرك مع الذاكرين.
- يشير ذلك إلى نقاء قلبك، ويحافظ عليك من التعرض إلى المعاصي، والذنوب.
سبب نزول الآية الا بذكر الله تطمئن القلوب
وردت عدة أسباب لنزول الآية الكريمة ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )، منها:
- أن بعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا يشعرون بالقلق، والاضطراب، فنزلت الآية الكريمة لتطمئنهم وتثبتهم.
- أن بعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا يكثرون من ذكر الله تعالى، فنزلت الآية الكريمة لتؤكد لهم على أهمية ذكر الله تعالى وفضله.
من هم الذين تطمئن قلوبهم بذكر الله
تتنوع الفئات الذين تطمئن قلوبهم بذكر الله ، وأبرز هؤلاء الأفراد:
- المؤمنون الذين أخلصوا لله تعالى، وصدقوا إيمانهم، وطبقوا تعاليمه في حياتهم.
- الصالحون الذين عملوا الصالحات، واجتنبوا المحرمات.
- العابدون الذين أقبلوا على الله تعالى بقلب سليم، واجتنبوا التعلق بغير الله تعالى.
- فإن كل من يحرص على ذكر الله تعالى في جميع أحواله، ويجعل ذكر الله تعالى شغله الشاغل، فإنه يجد الطمأنينة والراحة في قلبه، ويفوز بالسعادة والنجاح في الدنيا ويوم القيامة.
وهناك بعض الصفات التي تجعل العبد أكثر استجابة لذكر الله تعالى، وتجعله يجد في ذكر الله تعالى الطمأنينة والراحة، منها:
- الصدق والإخلاص في التوجه إلى الله تعالى.
- الفهم الصحيح لمعنى ذكر الله تعالى، ومعرفة فضله وفوائده.
- الانتظام في ذكر الله تعالى، وعدم التردد فيه.
قد يهمك:
دعاء ختم القران مكتوب كامل بخط كبير
دعاء السعي بين الصفا والمروة وفضائله
استغفر الله العظيم واتوب إليه فضل عظيم وغفران للذنوب
دعاء تحصين النفس من العين والحسد والشر
حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر الله تعالى
حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر الله تعالى في جميع الأحوال، فقال: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم؟ وأرفعها في درجاتكم؟ وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟” قالوا: بلى، قال: “ذكر الله تعالى”. رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: “من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك”. رواه البخاري ومسلم.
الا بذكر الله تطمئن القلوب هذه الآية الكريمة تؤكد على أهمية ذكر الله تعالى في حياة الإنسان، فهو ملجأ الإنسان وراحة قلبه.