تأخر الحمل من الأمور التي تسبب هاجس وتوتر كبير لدى كل من الرجل والمرأة خاصة في ظل رغبتهم الشديدة في إنجاب طفل تكتمل به سعادة الأسرة، فبمجرد اتخاذ قرار الإنجاب ستشعر أن أي تأخير يشير إلى أمنية لن تحصل عليها أبدًا، وقد تصيبك حالة من الإحباط عن رؤية الآخرين ينجبون بسهولة، على الرغم من أن أسباب تأخر الإنجاب (Reasons for delayed childbearing) قد ترجع لأسباب بسيطة للغاية لا تحتاج سوى تغيير نمط حياتك أو علاج بسيط لا يستغرق بضع أسابيع قليلة، لذا نتناول معك العوامل المختلفة التي تؤثر على سرعة الإنجاب وأسبابه لدى كلًا من الرجل والمرأة.
ما هو تأخر الإنجاب
من الطبيعي حدوث حمل في المدة ما بين 6 أشهر و12 شهر من الممارسة الجماع بين الزوجين بشكل متكرر، وإذا لم يحدث ذلك خلال تلك المدة فإنه يطلق عليه تأخر الإنجاب، والذي يحتاج بالطبع إلى الرجوع للطبيب واستشارته للوقوف على الأسباب الرئيسية لعدم حدوث الحمل.
وهناك عوامل متنوعة تتحكم في حدوث الحمل والتي تختلف من شخص إلى آخر، ومن بينها عمر الزوجين، الصحة العامة لكل منهما، التاريخ الطبي والمرضي للزوجين والعائلة، وعدد المرات التي يتم ممارسة الجماع فيها، وتعد أكثر مدة يحتمل حدوث الجماع بها هو سن العشرين خاصة أن المرأة تتمتع بكامل خصوبتها في تلك المدة وتنتج أكبر عدد من البويضات.
أسباب تأخر الإنجاب لدى المرأة
أسباب تأخر الإنجاب عدة ومتنوعة لا يمكن حصرها بسهولة، وهو الأمر الذي يزيد من حالات القلق والتوتر بين الزوجين، ولأن حالات تأخر الحمل في عصرنا الحديث زادت بنسبة كبيرة عن ذي قبل، كان لزامًا علينا أن نستعرض لكم أسباب تأخر الإنجاب والتي سنستعرض منها ما يخص المرأة أولًا، وتتمثل تلك الأسباب في التالي:
خلل في التبويض:
عادة ما تكون الدورة الشهرية الطبيعية لدى المرأة ما بين 24 و 32 يوم، وفي حالة وجود خلل ما أو مشكلات في انتظام الدورة الشهرية فإنه مؤشر قوي على وجود خلل في التبويض الذي يعد بدوره واحدًا من أسباب تأخر الإنجاب لدى المرأة، فإنه لابد من اللجوء للطبيب حتى يمكن معرفة السبب الطبي الحقيقي، حيث يمكن التأكد من حدوث التبويض بواسطة قياس مستوى البروجسترون في الدم في اليوم 21 من الدورة الشهرية، وكذا نسبة التبويض في اليوم الثالث أو الخامس من الدورة الشهرية.
تكيسات المبايض:
تكيسات المبايض تصنف أنها من أكثر أسباب تأخر الإنجاب شيوعًا في عصرنا الحالي والتي تعرف باسم “المبيض متعدد الكيسات”، وتؤثر تلك الحالة في عدم حدوث تبويض أو حدوثه ولكن بشكل غير منتظم، ويمكن الكشف عنها بواسطة الموجات فوق الصوتية، ويصاحب تكيسات المبايض بعض الأعراض مثل حب الشباب، نمو الشعر الزائد بشكل أكثر من الطبيعي، وذلك بسبب ارتفاع هرمون التستوستيرون.
انسداد قناة فالوب:
قناة فالوب هي أنبوب ينتقل بواسطته البويضة الناضجة من المبيض إلى الرحم، وحين تصاب تلك القناة بالانسداد فإن السوائل تتراكم بها مما قد يصيب المرأة بالعقم إذا ما تم الانسداد من الجانبين، وفي تلك الحالة لا تنتقل البويضة إلى الرحم وبالتالي لا يتم تخصيبها بالحيوانات المنوية وتأخر حدوث الحمل، لاسيما العديد من المشاكل الصحية الخطيرة التي قد تصيب المرأة.
انقطاع الطمث الوظيفي:
يطلق انقطاع الطمث الوظيفي على تأخر الدورة الشهرية مرة واحدة أو أكثر، والتي تصاحبها بعض الأعراض مثل الصداع، تساقط الشعر، آلام في منطقة الحوض، شعر زائد في الوجه أو إفراز حليب من الثدي، وقد يرجع أسباب انقطاع الطمث إلى تناول بعض الأدوية، زيادة أو انخفاض الوزن بشكل كبير، الأفراط في ممارسة الرياضات العنيفة أو وجود خلل في الهرمونات، وبالطبع انقطاع الطمث له دور كبير في تأخر حدوث الحمل.
التقدم في العمر:
بالطبع تقدم العمر لدى المرأة يؤثر على الإنجاب، لأنه كلما زاد العمر كلما انخفض معدل إنتاج البويضات ومدى جودتها، لذا فإن فرص الإنجاب بعد الأربعين تكون أقل، كما أن نسبة ولادة طفل يعاني من بعض الاضطرابات الجينية تزداد في تلك الحالة.
اقرأ أيضا: أعشاب تخرج الهواء من الرحم وهل يمنع حدوث الحمل
أسباب تأخر الإنجاب لدى الرجل
لا تقتصر أسباب تأخر الإنجاب على المرأة فقط، إذ أن الرجل يشارك بنسبة تتراوح ما بين 20 و 30% من بين المصابين بالعقم، وغالبًا يصعب ملاحظة أي أعراض على الرجال في تلك الحالة، إذ يتم اكتشاف الأمر فقط بواسطة تحليل الحيوانات المنوية، وإليك أبرز الأسباب المتسببة في تأخر الإنجاب لدى الرجال:
دوالي الخصية:
تتمثل تلك الحالة الطبية في تضخم كبير في الأوردة الموجودة على الخصيتين والتي لا يصاحبها أي أعراض في الغالب إلا في بعض الحالات المتطورة، وتسبب هذه الحالة ارتفاع درجة الحرارة في الخصيتين التي لا ينبغي أن تزيد عن 35 درجة مئوية، مما يكون له بالغ الأثر على الخصوبة وجودة الحيوانات المنوية.
الحالة الصحية العامة:
هناك بعض الأمراض التي قد تتسبب بشكل أو بآخر في تأخر الإنجاب، منها الإصابة بمرض السكري، اضطرابات المناعة، الإصابة بالسرطان الذي يحتاج إلى العلاج بالطرق الإشعاعية والعلاج الكيميائي وغيرها.
العادات الصحية الخاطئة:
من بين العادات اليومية التي يقوم بها الرجل دون معرفة تأثيرها البالغ على خصوبته هو التدخين بشراهة وتعاطي المخدرات وشرب الخمور، بالإضافة إلى زيادة الوزن بنسبة كبيرة، أو التعرض لبعض السموم والتركيبات الكيميائية مثل الزئبق، الرصاص ومبيدات الحشرات.
أهم النصائح لتحسين فرص الإنجاب
هناك بعض النصائح التي ينبغي مراعاتها من قبل الزوجين لتلافي أسباب تأخر الإنجاب وزيادة فرص الحمل دون مشكلات أو عوائق، ومنها ما يلي:
- عدم استخدام وسائل الحمل دون استشارة الطبيب، ومعرفة المناسب لك ولطبيعة جسدك.
- ممارسة العلاقة الحميمية خلال مدة التبويض لزيادة فرص تلقيح البويضة، وبالتالي حدوث الحمل.
- الحفاظ على الوزن المناسب لدى الزوجين، حيث أثبتت الدراسات أن السمنة تسبب خلل في الهرمونات.
- التوقف على العادات اليومية الخاطئة مثل التدخين وتناول الكحوليات.
- الاستلقاء على الظهر لمدة 15 دقيقة بعد الجماع لضمان وصول الحيوانات المنوية إلى عنق الرحم.
- توقف الزوج عن ارتداء الملابس الضيقة على منطقة الخصيتين أو تعريضها لدرجات حرارة عالية.
مشاهدة المزيد: علامات الحمل الأكيدة قبل الدورة بأيام – هل حمل؟
ما هي الطريقة المثلى للحمل بسرعة؟
تزداد فرص الحمل بالنسبة للأزواج الذين يمارسون الجماع يوميًا أو كل يومين، ثم أن الجماع في مدة الإباضة يزيد من فرص حدوث الحمل في أسرع وقت.
ما هي منشطات الحمل؟
هي مجموعة من الأدوية التي يحددها الطبيب للمرأة لتنشيط المبايض، خاصة إذا لم تستطيع المرأة الحمل خلال عام من محاولات الإنجاب أو حدوث الإجهاض المتكرر.
لماذا التفكير في الحمل يؤخره؟
يشير الأطباء والمتخصصين إلى أن بعض النساء اللاتي يتعرضن لمستويات عالية من التوتر والقلق قد يتعرضن لمشاكل في الخصوبة والإنجاب مقارنة بغيرهن.
وفي النهاية، سنجد أن أسباب تأخر الإنجاب لا تقتصر فقط على المرأة بل يشاركها الرجل في ذلك أيضًا، ولحل تلك المشكلة لابد أن يتكاتفوا سويًا لاكتشاف سبب المشكلة والعمل على حلها بعيدًا عن القلق والتوتر.