الشفاء من نشاط الغدة الدرقية(Recovery from thyroid activity)، يعرف فرط نشاط الغدة الدرقية بأنه زيادة في إفراز هرمون التايروكسين وثلاثي يود الثيرونين في الجسم، مما يؤدي إلى عدة أعراض مزعجة للمريض تبدأ بالتعرق وفقدان الوزن والرعاش ولكن في حال تطورها قد تكون مهددة للحياة بسبب تأثيراتها الشديدة على القلب والعظام، لكن غالباً ما يساعد العلاج الصحيح في التخفيف من الأعراض بشكل كبير، ولكن يبقى السؤال الأهم هل يمكن الشفاء من نشاط الغدة الدرقية؟ وما هي أبرز العلاجات للتقليل من آثارها؟
تشخيص نشاط الغدة الدرقية
يسأل الطبيب بعض الأسئلة حول الأعراض التي تشعر بها، والتاريخ المرضي للعائلة كما يطلب بعض تحاليل الدم التي تؤكد وجود فرط في نشاط الغدة الدرقية، ومن أهم الاختبارات في الفحص البدني التي يمكن إجراؤها لتشخيص المرض ملاحظة الأعراض الآتية:
- رعاش خفيف في الأصابع.
- تسارع في حركة الأمعاء وقد يتطور إلى إسهال.
- فقدان الشعر.
- فقدان مفاجئ في الوزن حتى مع زيادة كمية الأكل وتغيير نوعه.
- الحساسية من الأماكن الدافئة والابتعاد عنها.
- صعوبات في النوم.
- تشكل أثداء عند الرجال.
- تغير وعدم انتظام في الدورة الشهرية عند النساء
- عدم انتظام في ضربات القلب.
- ردود فعل انعكاسية مفرطة.
- تغيرات في العينين.
- رطوبة البشرة.
- فحص الغدة باللمس للتأكد من كبر حجمها أو إذا كانت مؤلمة.
كما يمكن طلب تحاليل الدم وتشمل:
- تحليل هرمون T3 و T4.
- قياس الهرمون المنبه للغدة الدرقية TSH.
فارتفاع هرمون T4 وانخفاض الهرمون المنبه للغدة الدرقية يعتبر المؤشر الأول على الإصابة بفرط نشاط الدرقية، ويتم طلب هذه التحاليل بشكل أكبر لدى كبار السن بسبب عدم ظهور الأعراض الأخرى عليهم، ويطلب في أغلب الأحيان إيقاف الفيتامينات والمكملات الغذائية قبل التحليل بخمسة أيام ليعطي نتائج دقيقة.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بنشاط الغدة الدرقية
لا يمكن منع الإصابة بأمراض الغدة الدرقية، إذ أن أسباب الإصابة بها ما زالت غير واضحة، لكن هناك مجموعة من الحالات المؤهلة أكثر من غيرها للإصابة وتشمل عوامل الخطر ما يلي:
- الإناث أكثر من الذكور.
- التاريخ العائلي وإصابة أشخاص من العائلة بنفس المرض.
- مرضى السكري النوع الأول.
- أمراض الجهاز المناعي وضعف المناعة.
- كبار السن فوق عمر 70.
علاج نشاط الغدة الدرقية
يتساءل العديد من الأشخاص حول إمكانية الشفاء من نشاط الغدة الدرقية، والجواب يعتمد على مدى تطور الحالة والوضع الصحي للمريض وعمره عند الإصابة بالمرض، ويتبع الطبيب عدة طرق في علاج نشاط الدرقية أبرزها:
- العلاج بالأدوية تعمل الأدوية على تثبيط نشاط الدرق ومنع إنتاج الهرمونات بكثرة، وعادة مايبدأ التحسن بعد أخذ العلاج مباشرة، لكن ينصح بأخذها فترة 18 شهراً حتى لا يحدث انتكاس للحالة.
- حاصرات بيتا تستخدم لعلاج بعض أعراض الغدة الدرقية، كالقلق والرعشة وخفقان القلب فهي لا تعالج فرط نشاط الغدة الدرقية لكنها تخفف الأعراض لذا لا توصف بمفردها بل تحتاج إلى أدوية أخرى معها.
- اليود المشع ويتم تناوله عن طريق الفم ويعمل على تدمير خلايا الغدة الدرقية بعد امتصاصها له، لذا فهو من العلاجات المستعملة للعلاج بشكل نهائي، لكن بعد هذا النوع من العلاج يجب تناول مكملات غذائية لتعويض هرمونات الغدة الدرقية.
- الجراحة أي استئصال الغدة الدرقية بواسطة عمل جراحي بشكل جزئي أو نهائي، لكنه يتسبب بخمول الغدة الدرقية؛ لذا فإن المريض بعد العمل الجراحي سيكون بحاجة إلى مراقبة مستويات الكالسيوم في الجسم بالإضافة إلى تناول دواء ليفوثايروكسين مدى الحياة.
هل يمكن الشفاء من نشاط الغدة الدرقية؟
يمكن الشفاء التام من فرط نشاط الغدة الدرقية في حال اكتشافه في وقت مبكر، كما أن التشخيص الصحيح واتباع طريقة في العلاج مناسبة للمريض جميعها أمور تسهم في تحسن الحالة وشفاءها ومن أهم الأمور التي تلعب دوراً مهماً في الشفاء من الحالة:
- عمر المريض.
- الحالة الصحية والنفسية للمريض.
- أسباب فرط نشاط الدرق.
- شدة الحالة.
وتعتمد فترة العلاج على الطريقة التي يتبعها الطبيب، كما أن شدة الحالة تلعب دوراً مهماً في الشفاء، فعند العلاج بالأدوية مثلاً فإن الهدف هو تقليل مستوى الهرمون في الجسم لدرجة يمكن للجسم أن يتحكم فيها، وهذا يستغرق من شهر حتى ثلاثة أشهر كحد أدنى، أما في حال اتباع طريقة اليود المشع فإن العلاج يستغرق من 7 إلى 10 أيام، ولكن هذه الطرق هي علاجات مؤقتة، ويعتبر العلاج الجراحي هو الأكثر دواماً وفعالية.
مضاعفات عدم علاج نشاط الغدة الدرقية
يؤثر نشاط الغدة الدرقية على الجسم بالكامل؛ لذا يمكن في حال تركه دون علاج أن يتسبب بإزعاجات ومضاعفات على الجسم، ويزيد خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل:
- الرجفان الأذيني.
- العقم.
- عيوب خلقية.
- مشكلات البلع والتنفس.
- التسمم الدرقي الذي يسبب الحمى والهذيان.
- تلف الأعصاب.
- وخز وتنميل وخدر الساقين.
- مشكلات العينين.
- السكتة الدماغية.
- هشاشة العظام.
- فشل القلب الاحتقاني.
- مشكلات الصحة العقلية والاكتئاب.
نصائح للشفاء من مرض نشاط الغدة الدرقية
يمكن الشفاء من نشاط الغدة الدرقية، والعلاج منها بشكل نهائي ولكن لا بد من اتباع بعض النصائح التي تسرع الشفاء، وتجعل العلاجات الأخرى فعالة أكثر مثل:
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم فهي تساعد في تخفيف أعراض فرظ نشاط الدرقية وتشعرك بالتحسن.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالصوديوم والكالسيوم.
- جلسات التأمل والاسترخاء التي تساعد في تحقيق راحة نفسية وجسدية في آنٍ معاً.
- تقليل الأطعمة الغنية ببروتين الصويا لأنها تؤثر على امتصاص هرمون الغدة الدرقية.
- عدم تناول كميات كبيرة من اليود على شكل مكملات غذائية أو ما شابه لأنها تحدث تغيرات في هرمون الغدة الدرقية، لكن يسمح بالأطعمة التي تحويه كالأسماك.
- إدخال الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة في نظامك الغذائي.
- اعتماد الزيزت الصحية مثل زيت الزيتون.
- الحصول على البروتين من مصادره الأساسية كالبقول واللحوم.
- تقليل الدهون السيئة مثل الدهون المشبعة التي تأتي من اللحوم المصنعة والمعلبة أو الزيوت والسمن النباتي المهدرج.
- التركيز على الدهون غير المشبعة ودهون أوميغا 3 الموجودة في الأسماك الزيتية كالسلمون.
- تناول المكسرات والبذور.
- تقليل الحلويات والأطعمة الجاهزة والمشروبات الغازية؛ لأنها تحوي القليل من العناصر الغذائية وكميات كبيرة من السعرات الحرارية.
- تناول أطعمة غنية بالألياف لتساعد على تحسين عملية الهضم.
- شرب الكثير من السوائل ما يعادل ستة إلى ثمانية أكواب يومياً.
مضاعفات العلاج المديد لنشاط الغدة الدرقية
يؤثر أي علاج يمكن اتباعه في التخفيف من حالة معينة على صحة الجسم بالكامل في حال تناوله لفترات طويلة، وخصوصاً العلاجات المرتبطة بهرمونات الجسم والتحكم بها، إليك بعض الأخطار التي يسببها العلاج طويل الأمد لنشاط الغدة الدرقية:
- الآثار الجانبية للأدوية الموصوفة التي تؤثر على الكبد.
- تناوله في أثناء الحمل يسبب انتقال الأدوية عبر الدم من الأم إلى الجنين، وبالتالي التسبب بقصور الغدة أو تضخمها لديه.
- التعرض الطويل للمواد المشعة من الممكن أن يسبب السرطان.
- في حال إجراء عمل جراحي لإزالتها سيكون المريض معرض لخطر النزف أو الإصابة بأي عدوى.
تحدثنا عن أبرز 4 علاجات تسبب الشفاء من نشاط الغدة الدرقية، لكن يجب التنويه إلى ضرورة مراجعة الطبيب وطلب الاستشارة في حال ملاحظة أي من الأعراض السابقة، للحصول عى العلاج الصحيح وتجنب المضاعفات التي قد تصيبك جراء إهمال العلاج.