الزواحف Reptiles؛ هي فقاريات من ذوات الدم البارد تتنفس الهواء، ولها جلد ذو قشور يحافظ على أجسامها من الجفاف بدلاً من الشعر أو الريش، لا تمر صغار هذه الحيوانات بمرحلة اليرقة كما البرمائيات ولكنها تبدو كنسخر صغيرة من البالغين بدلاً عن ذلك، وهي كائنات خارجية الحرارة، لذا يجب عليها أن تستلقي في الشمس أو تجد مكانًا دافئًا لترفع درجة حرارة أجسامها، ويجب أن تجد ظلًا أو مكانًا باردًا لتبرد. ففي الظروف الباردة تصبح بطيئة ولا تتحرك كثيرًا، وبعضها يدخل في حالة سبات أو خدر (شبيهة بالسبات) إذا كان الجو باردًا لفترة طويلة.
تعريف الزواحف
يمكن تعريفها بأنها فقاريات ذات أجهزة وأعضاء مشابهة لتلك الموجودة في الثدييات، لكنها تصنف من ذوات الدم البارد فهي تعتمد على درجة الحرارة البيئية الخارجية والسلوك للتحكم في درجة حرارة الجسم الأساسية. كما تمتلك كلاً من الدورة الدموية الكلوية والكبدية، وتفرز في غالباً الأمونيا (خاصة الأنواع المائية)، أو اليوريا (خاصة الشيلونيين)، أو حمض البوليك (خاصة الثعابين والسحالي) وذلك اعتمادًا على تكيفاتها التطورية. تكون كرات الدم الحمراء عندها منوية، أما معدلات التمثيل الغذائي لديها فهي أقل بنحو 7 إلى 10 مرات من تلك الموجودة في الثدييات.
تُظهر جميع الزواحف ظاهرة الانسلاخ، الذي يعرف بأنه عملية طبيعية يتم من خلالها التخلص من الجلد الخارجي بشكل دوري. كما تتطلب الأنواع النهارية ضوءًا شمسياً واسع النطاق يحتوي على الأشعة فوق البنفسجية لامتصاص فيتامين د 3 وتوازن الكالسيوم. كما أنها لا تعتبر بالمجمل مخلوقات اجتماعية بطبعها، ويمكن أن يتجاوز العمر الافتراضي لأغلب الزواحف من 10-20 عام.
خصائص الزواحف
تشترك كل الأنواع ضمن فئة الزواحف في سلف مشترك يعود تاريخه إلى أكثر من 300 مليون سنة. ولكنها تشترك أيضًا في مجموعة معينة من الخصائص، وهنا نذكر أهمها:
الخصائص الجسدية للزواحف
بشكل عام جميع الزواحف تمتلك أربعة أرجل، أو تنحدر من مخلوقات ذات أربع أرجل (بما في ذلك الثعابين ، التي لا تزال تحمل على ما يبدو بعض الجينات اللازمة لصنع الأرجل). وهي أيضًا فقاريات لها عمود فقري بداخله الحبل الشوكي. بالإضافة إلى ذلك، تشترك معظمها في الخصائص التالية:
- تمتلك حراشف خشنة:
يُغطى جلد الزواحف بطبقات خشنة من الحراشف، أو صفائح عظمية، و أحياناً مزيج من الاثنين. وتتكون هذه القشور من مادة الكيراتين، وهي نفس المادة الموجودة في الأظافر والشعر والمخالب. الجلد لوحده في الواقع أرق مما قد تظن لأنه يفتقر إلى نفس الطبقة الجلدية الموجودة في الثدييات. لكن الجلد المانع للماء يسمح للزواحف بالعيش في النظم البيئية الأكثر جفافًا.
- مورفولوجيا الجمجمة:
توجد العديد من خصائص الجمجمة التي تميز الزواحف عن فئات الحيوانات الأخرى، فعلى سبيل المثال، لديهم عظم واحد حيث ترتبط الجمجمة بالفقاريات الأولى، وعظم سمعي واحد هو الركابي الذي ينقل الاهتزازات من طبلة الأذن إلى الأذن الداخلية، إضافةً إلى فك قوي جدًا. وأحد الجوانب المثيرة للاهتمام في مورفولوجيا الزواحف هو أن عدد قليل من عظام الفك هذه تتوافق حقًا مع عظمتي الأذن في الثدييات، ويُعتقد أنه في مرحلة ما من مراحل التطور المبكر للثدييات، انتقلت عظام الفك هذه إلى الجزء الخلفي من الرأس وشكلت في النهاية المطرقة والسندان في أذن الثدييات للمساعدة في سماع الأصوات ذات التردد العالي.
الخصائص البيولوجية للزواحف
تمتلك الزواحف أيضاً مجموعة من الخصائص البيولوجية والحيوية التي تميزها عن غيرها، إليك أبرزها:
- الانسلاخ (تساقط منتظم للحراشف)
تتخلص الزواحف من جلدها باستمرار طوال حياتها. ويميل تساقط الجلد إلى أن يكون الأكثر شيوعًا خلال مرحلة المراهقة، لأن الجلد لا ينمو بشكل يتناسب مع الجسم، يميل تكرار الانسلاخ إلى الانخفاض بمجرد وصولها إلى مرحلة البلوغ. في هذه المرحلة يتم التخلص منه غالباً من أجل الحفاظ على صحة جيدة.
- ذوات الدم البارد:
تتمتع الزواحف بمعدل أيض منخفض بشكل طبيعي، هذا ما يساعد على الحفاظ على الطاقة، ولكن ذلك يعني أيضًا أنها تفتقر إلى أي وسائل داخلية للحفاظ على درجة حرارة الجسم ثابتة. فهي بدون فراء أو ريش للعزل لذلك لا تملك الزواحف وسائل للبقاء دافئة في درجات الحرارة الباردة. وبدون الغدد العرقية لا يمكنها أن تبقى باردة في درجات الحرارة المرتفعة. لهذا هم يعتمدون على ضوء الشمس أو الظل حسب الحاجة لتغيير درجة حرارتهم الداخلية. وتعد السلحفاة البحرية جلدية الظهر النوع الوحيد الذي يحتوي على بعض عناصر فزيولوجيا ذوات الدم الحار.
- وضع البيض:
باستثناء بعض الثعابين والسحالي التي تتكاثر بالولادة، فإن جميع الزواحف تبيض وتنتج البيض في العش. تحدد درجة حرارة التربة في هذا الوقت ما إذا كان الصغار سيولدون ذكرا أم أنثى. في حين أن التكاثر اللاجنسي نادر جدًا، لكن من المعروف أنه يحدث في بعض السحالي والثعابين.
- رئتان متطورتان للغاية:
تعتمد الزواحف بشكل عام على رئتيها لتنفس الهواء، حتى تلك الأنواع ذات الجلد النفاذ والتكيفات الأخرى لا تتنفس بشكل كامل دون استخدام رئتيها.
- أجهزة هضمية قصيرة:
الزواحف هي آكلة اللحوم وتمتلك أجهزة هضمية قصيرة نسبيًا، بسبب بطء عملية التمثيل الغذائي، حيث يمكنهم هضم الطعام ببطء واستهلاك وجبات أقل. في أكثر أشكالها تطرفًا، يمكن للتماسيح والزواحف الأخرى البقاء على قيد الحياة لأشهر على وجبة واحدة. والزواحف العاشبة موجودة بالفعل، لكنها تواجه مشكلة وهي أنها تفتقر إلى أي نظام أسنان معقد، حيث يجب عليها ابتلاع الصخور والحصى لطحن المواد النباتية في جهازها الهضمي وذلك مثل الكثير من أنواع الطيور .
- الاستقبال الكيميائي:
يوجد لدى العديد من الزواحف وليس كلها، أعضاء حساسة كيميائيًا في الأنف أو سقف الفم للتعرف على الفريسة، هذه القدرة تحل محل حاسة الشم. حيث تستشعر الثعابين بشكل خاص المواد الكيميائية الموجودة في الهواء وذلك عن طريق إخراج ألسنتها بسرعة. وهذا له تأثير في نقل جزيئات الرائحة من اللسان إلى سقف الفم.
رتب الزواحف
تنقسم فئة الزواحف الحديثة بشكل عام إلى أربعة رتب مختلفة، ولكل منها خصائصها وشكلها المميز.
- رتبة التيستودين (Testudines):
تتكون من جميع أنواع السلاحف المعروفة. والسمة المميزة الرئيسية لها هي القشرة الغضروفية الصلبة التي تمتد من الأضلاع وتعمل كدرع وقائي.
- الحرشفيات:
أصغر رتبة وهي أيضًا الأكثر شيوعًا، تتألف من معظم أنواع الزواحف، بما في ذلك جميع السحالي والثعابين والأبراص والسقنقور المعروفة، ويعد السم سمة مشتركة على الأقل لبعض الأنواع في هذه الرتبة ويستخدم كوسيلة لمواجهة دفاعات فرائسها. نظرًا لأن السم تطور من بروتينات مختلفة موجودة مسبقًا في جميع أنحاء الجسم، فإن السموم متنوعة جدًا في الشكل والوظيفة.
- التمساحيات:
تضم جميع التماسيح الحديثة والكايمن والغاريال وهو أحد أكبر الحيوانات المفترسة آكلة اللحوم على هذا الكوكب. تتميز جميعها بأنفها المسطح، وجلدها القاسي، وذيلها الطويل، وصفوف من الأسنان الكبيرة، كما تقضي كل أنواع التماسيح جزءًا كبيرًا من حياتها في الماء أو بالقرب منه.
- رينكوسيفاليا (Rhynchocephalia):
يعود تاريخ هذه الرتبة إلى العصر الترياسي أي قبل حوالي 200 إلى 250 مليون سنة. وبعد أن كان متنوعًا بشكل لا يصدق، تم تقليصه إلى جنس حي واحد فقط، وهو التواتارا الشبيهة بالسحلية الموجودة في نيوزيلندا، والتي تضم نوعين فقط. على الرغم من المظهر الشبيه بالسحلية، إلا أن هذا الترتيب يشترك في الواقع في بعض السمات المورفولوجية الأساسية المشتركة مع التماسيح والديناصورات.
التكاثر عند الزواحف
الشكل الأكثر شيوعًا للتكاثر هو التكاثر بالبيوض أو وضع البيض، ولكن هناك بعض الاستثناءات. فإن حوالي 20 بالمئة من السحالي والثعابين تتكاثر بالولادة بدلاً من البيض. وتمتلك هذه الزواحف الولودة مشيمة غير ثديية، أو بعض الوسائل الأخرى التي يتم من خلالها نقل العناصر الغذائية من جسم الأم إلى الأبناء والعكس بالنسبة للفضلات. والميزة الرئيسية للولادة هي أنها تحمي البيض من الحيوانات المفترسة.
كما توجد ثلاثة أنواع فقط تجمع في الواقع بين كل من البيض وطريقة الولادة، إضافةً إلى أن التكاثر اللاجنسي نادر جدًا، حيث يشارك حوالي 50 نوع من السحالي ونوع فقط من الثعابين في طريقة التكاثر هذه. وتشير الأدلة إلى أن تلك الزواحف قد تتبنى أسلوب الحياة اللا جنسي بدافع الضرورة، لأنها معزولة وراثيا عن المجموعات الأخرى. لكن مشكلة التكاثر اللاجنسي تكمن في عدم وجود التباين الوراثي، حيث يرث النسل كله نفس القابلية للإصابة بالأمراض مثل الوالدين.
الآليات الدفاعية عند الزواحف
الكثير من الزواحف الصغيرة التي تعيش على الأرض أو في الماء تكون معرضة للافتراس من قبل أنواع الحيوانات آكلة اللحوم. وبالتالي، فإن التجنب هو أكثر أشكال الدفاع شيوعًا عند الزواحف، ومن وسائل الدفاع الأخرى التي تستخدمها الزواحف للدفاع عن نفسها:
- التمويه
تميل بعض الزواحف إلى تجنب المواجهة من خلال التمويه. فجلود العديد من الزواحف لها تلوين غامض يكون باللون الرمادي والأخضر والبني العادي أو المرقش مما يسمح لها بالاندماج في خلفية بيئتها الطبيعية، وبمساعدة القدرة على البقاء بلا حراك لفترات طويلة، فإن تمويه العديد من الثعابين يكون فعال للغاية لدرجة أن الأشخاص أو الحيوانات الأليفة يتعرضون للعض لأنهم يدوسون عليهم عن طريق الخطأ.
- الدفاع عند الثعابين
تتبنى أنواع الثعابين تكتيكات دفاعية مختلفة وتستخدم مجموعة معقدة من السلوكيات عند مهاجمتها. فبعض الأنواع مثل الكوبرا، ترفع رأسها أولاً وتنشر جلد رقبتها في محاولة لتبدو كبيرة وخطيرة. قد يؤدي فشل هذه الإستراتيجية إلى اتخاذ تدابير أخرى مثل استخدام السم للهجوم. أما بعض الثعابين غير السامة، مثل ثعابين هوجنوز الأمريكية أو ثعابين العشب الأوروبية ، تلعب دور الموت عندما تكون في خطر فبعضها، بما في ذلك ثعبان العشب، يفرز سائلًا ذو رائحة كريهة لردع المهاجمين.
- الدفاع عند التماسيح
عندما يشعر التمساح بالقلق على سلامته، فإنه يفتح فمه ليكشف عن أسنانه ولسانه. إذا لم ينجح هذا، يصبح التمساح أكثر هياجًا ويبدأ عادةً في إصدار أصوات الهسهسة. بعد ذلك، سيبدأ التمساح في تغيير وضعيته بشكل كبير ليجعل نفسه يبدو أكثر رعباً حيث يتم نفخ الجسم لزيادة حجمه الظاهري.
- سقوط الذيل
بعض السحالي تقوم بالتخلص من جزء من هيكل الذيل من خلال عملية تسمى القطع الذاتي وبالتالي تكون قادرة على الفرار. سيستمر الذيل المنفصل في التحرك والضرب لوحده في الأرض، مما يخلق إحساسًا خادعًا بالنضال المستمر ويصرف انتباه المفترس عن الفريسة الهاربة.
الزواحف تعتبر من الحيوانات الفقارية التي تضم أكثر من 12.000 نوع حسب دراسة حديثة أجريت في عام 2023، ولديها العديد من الطرق التي تستخدمها للدفاع عن النفس وذكرنا أهم 4 منها.