احاديث عن الصبر (Talks about patience) يوجد منها الكثير فالصبر من صفات المؤمنين، وقد جاء الحديث عن الصبر في آيات كثيرة في القرآن الكريم، كما أن جزاء الصابرين في الدنيا هو الجنة كما وعدنا الله عز وجل “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”، والصبر يكون في شتى الأمور فالصبر عند المصائب وعند البلاء وعند الموت وعند فجعة الأقدار، ومع وجود الكثيرمن الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية في هذه الأوقات فنحن في حاجة أن نذكر أنفسنا وإياكم بأهمية الصبر على الابتلاءات، فنحن نمر بالكثير ولن يزول عنا سوى بالدعاء والاستغفار والصبر.
احاديث عن الصبر عند الموت
الموت هو واحد من أكثر الأمور المسببه للحزن، فكيف لا تخزن وقد فقدت شخص عزيز عليك، وقد جاء في القرآن الكريم عن الموت أنه من المصائب “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”، ومن أهم احاديث عن الصبر عند الموت:
- عَن أَبِي أمامة الباهليّ -رضي الله عنه-، عن رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (قُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى، لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ).
- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- في الحديث الضعيف عن رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا مات ولدُ العبدِ المؤمنِ قال اللهُ للملائكةِ: قبَضْتُم ولَد عبدي ؟ قالوا: نَعم قال: قبَضْتُم ثمرةَ فؤادِه ؟ قالوا: نَعم قال: فما قال ؟ قالوا: استرجَع وحمِدك قال: ابنوا له بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوه بيتَ الحمدِ).
حديث عن الصبر والشكر
عند الإصابة بالابتلاءات فإننا نصاب بها لحكمة من الله سبحانه وتعالى، لهذا علينا أن نصبر على ما أصابنا، وهناك درجة أعلى منه وهي الشكر والحمد حتى في أحلك الأمور، فكل ما نحن فيه هي نعم من المولى عز وجل، ومن الأحاديث التي تدعو الصبر والشكر ما يلي:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: -وذكر منهم- رجلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال: إنِّي أخافُ اللهَ ).
- عن المقداد بن عمرو بن الأسود -رضي الله عنه- عن رسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ ولمنِ ابتُلِيَ فصبرَ فواهاً).
احاديث عن الصبر للمرأة
تأتي الكثير من المواقف على المرأة التي تستدعي أن تتحلى بالصبر بها، وعليها أن تصبر على قضاء وقدره، وفي ما تفعل هذا أجر كبير، فالصبر من أعلى صفات المؤمن، لأن ليس من السهل على الجميع أن يصبروا على ما حل بهم، والمرأة نصيب أكبر في هذا الصبر، ومن احاديث عن الصبر للمرأة:
- عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَال: اتَّقِي الله وَاصْبِرِي فَقَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنِّكَ لَمْ تُصَبْ بمُصِيبتي، وَلَمْ تعْرفْهُ، فَقيلَ لَها: إِنَّه النَّبِيُّ ﷺ، فَأَتتْ بَابَ النَّبِّي ﷺ، فلَمْ تَجِد عِنْدَهُ بَوَّابينَ، فَقالتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فقالَ: إِنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأولَى متفقٌ عَلَيهِ، وفي رواية لمُسْلمٍ: تَبْكِي عَلَى صَبيٍّ لَهَا.
- عَنْ أَبي هَرَيرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قالَ: يَقولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبهُ إِلاَّ الجَنَّة رواه البخاري.
- عَنْ عائشَةَ رضيَ اللَّهُ عنها أنَهَا سَأَلَتْ رسولَ اللَّه ﷺ عَن الطَّاعونِ، فَأَخبَرَهَا أَنَهُ كَانَ عَذَاباً يَبْعَثُهُ اللَّه تَعَالَى عَلَى منْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ تعالَى رحْمةً للْمُؤْمنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ في الطَّاعُون فَيَمْكُثُ في بلَدِهِ صَابِراً مُحْتَسِباً يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ رواه البخاري.
أحاديث وقصص عن الصبر
توجد العديد من القصص احاديث عن الصبر، ومدى أهميته، وكيف يكون الصبر هو المفتاح لكل ما هو خير قادم، كل ما عليك أن ترضى بقضاء الله وقدره، وأن تثق في حكمته وتتوكل على الحي القيوم، وسوف تصل إلى طريقك في النهاية بفضل الإيمان والصبر:
- عَنْ أَبِي مُوسَى -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قَالَ: (ما أحَدٌ أصْبَرَ علَى أذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ -تَعالَى-، إنَّهُمْ يَجْعَلُونَ له نِدًّا ويَجْعَلُونَ له ولَدًا وهو مع ذلكَ يَرْزُقُهُمْ ويُعافيهم ويُعْطِيهِمْ).
- عن عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-أنه قال:( قَسَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قِسْمَةً كَبَعْضِ مَا كَانَ يَقْسِمُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ، قُلْتُ: أَمَّا أَنَا لَأَقُولَنَّ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ فَسَارَرْتُهُ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَغَضِبَ، حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَخْبَرْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَبَرَ).
حديث عن الصبر قصير
نحتاج في بعض الأوقات أن نعلم أبنائنا أهمية الصبر، لهذا قمنا بتجميع عدد من الأحاديث القصيرة التي تتحدث عن أهمية الصبر وفضله، ونعلمها للأطفال حتى يكونوا على معرفة بأهميته ويتدربون عليه منذ الصغر، فالصبر مثل الصيام يأتي بالتدريب:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
- عن ابنِ مسعودٍ -رضي الله عنه- أنه قال: (الصَّبرُ نصفُ الإيمانِ واليقينُ الإيمانُ كلُّهُ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّبْرُ ضِياءٌ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أحبَّ اللَّهُ قومًا ابتلاهم فمن صبرَ فلَهُ الصَّبرُ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (واعلَمْ أنَّ في الصَّبرِ على ما تَكرَهُ خَيرًا كَثيرًا، وأنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ.
آيات وأحاديث عن الصبر
القرآن الكريم مليء بالآيات القرآنية التي تتحدث عن الصبر، وفضله في الدنيا والآخرة، وقد جاءت الأحاديث النبوية لتؤكد على هذا المعنى، وأنه من الهام أن يكون الشخص صبور وفي حالة من الرضا على كل ما يمر به من صعاب، وهذه بعض من احاديث عن الصبر:
- يقول الله -تعالى- في سورة هود: (وَاصبِر فَإِنَّ اللَّـهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ).
- يقول الله -تعالى- في سورة هود: (إِلَّا الَّذينَ صَبَروا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولـئِكَ لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ كَبيرٌ).
- قال تعالى- في سورة يوسف: (قالوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يوسُفُ قالَ أَنا يوسُفُ وَهـذا أَخي قَد مَنَّ اللَّـهُ عَلَينا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّـهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ ).
- يقول الله -تعالى- في سورة الرعد: (وَالَّذينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِم وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدرَءونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولـئِكَ لَهُم عُقبَى الدّارِ).
- يقول الله -تعالى- في سورة المؤمنون: (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ).
حديث عن الصبر مفتاح الفرج
تنتشر هذه المقولة في العبارات التي نستخدمها بصفة مستمرة، ولكن هذه ليست عبارة من التراث الشعبي، ولكنها حقيقة ويأتي الدليل عليها من آيات في الذكر الحكيم وأحاديث نبوية شريفة، وجميعها تصدق على أن الصبر هو بالفعل مفتاح وبداية الفرج، ومن أجمل احاديث عن الصبر التالي:
إذ كان رديف النبي -عليه السلام-، فقال له النبي: (يا غلامُ أو يا بُنيَّ ألا أُعلِّمُك كلماتٍ ينفعُك اللهُ بهنَّ ؟ فقلتُ بلَى، قال: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه أمامك، تعرَّفْ إليه في الرَّخاءِ يعرِفْك في الشِّدَّةِ، وإذا سألتَ فاسأَلِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعِنْ باللهِ، جَفَّ القلمُ بما هو كائنٌ، فلو أنَّ الخَلقَ اجتمعوا على أن ينفعوك أو يضرُّوك بشيءٍ لم يقْضِه اللهُ لك لم يقدروا عليه، واعمَلْ للهِ بالشُّكرِ في اليقينِ، واعلَمْ أنَّ النَّصرَ في الصَّبرِ…). “أخرج الترمذي بنحوه، صحيح.
احاديث عن الصبر على الشدائد
كيف يكون الصبر حقيقي إلا في وجود الشدائد والمصائب، وبهذا يدرك المرء الصبر، فكل ما تمر به من ظروف صعبة وابتلاءات ما هي إلا شدائد تحتاج منك الصبر والإيمان بالله وحدة، ومن الأحاديث التي تحث على الصبر:
- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ).
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).
- عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قَالَ: (لا تُصِيبُ المُؤْمِنَ شَوْكَةٌ فَما فَوْقَها، إلَّا قَصَّ اللَّهُ بها مِن خَطِيئَتِهِ).
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: (دَخَلْتُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ بيَدِي فَقُلتُ: إنَّكَ لَتُوعَكُ وعْكًا شَدِيدًا، قَالَ: أجَلْ، كما يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنكُم قَالَ: لكَ أجْرَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أذًى، مَرَضٌ فَما سِوَاهُ، إلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَهَا).
أهمية الصبر في التحقيق الشخصي
الصبر هو أحد تعاليم ديننا الإسلامي، ويجازينا الله عز وجل نظيره الكثير في الدنيا والآخرة، ولكن الصبر أيضاً يساعدك في تحقيق مكاسب شخصية في شخصيتك، ويمنحك القوة للتعامل مع الأمور وصعاب الحياة، ومن أهمية الصبر في التحقيق الشخصي ما يلي:
- يساعدك الصبر على تحقيق الأهداف الشخصية، كما أنها هو سلاح قوي في تحقيق أهدافك المهنية، فمن خلاله تستطيع أن تتحمل الصعاب حتى تصل لكل ما تحلم به.
- يساعدك الصبر في تحسين القدرة على التفكير واتخاذ القرارات، كما أنه يزيد الوعي لديك ويمنحك فرصة لدراسة الموقف من حولك واتخاذ أفضل الاختيارات، وخلق فرص جديدة لك.
- الصبر هو سلاح قوي في تعزيز قدرتك على الصمود، كما أنه مقياس على قدرتك على التحمل فكلما كانت لديك قدرة على الصبر يكون من الصعب السيطرة عليك، لأنه من استطاع أن يستغنى ويصبر فهو شخص حر.
- يعد الصبر هو من الصفات التي اكتسبها على مدار حياتك، فهو سوف يساعدك على تحقيق أحلامك لأنك واحدة من صفات المؤمنين، كما أنه يمنح القوة للمضي بنجاح في تحقيق أحلامك.
احاديث عن الصبر تعرفنا على مجموعة كبيرة منها والتي تحدثنا عن الصبر وفضله وأهميته، لهذا من الهام أن يلتزم الشخص بهذه الصفة الحميدة، التي ليس لها جزاء إلا الجنة.