احاديث عن المطر Talks about rain؛ التي يكثر البحث عنها مع دخول فصل الشتاء في كل عام وبدء الحالات الجوية الماطرة، حيث يجب الحرص على الإكثار من الدعاء خاصة وقت هطول الأمطار ، لأنه جاء عن النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم مجموعة من الأحاديث الشريفة التي تُبين فضل هذه الأوقات وأن الدعاء فيها مستجاب بإذن الله تعالى، تعرف معنا في هذا المقال على مجموعة احاديث عن المطر وردت عن النبي الكريم.
احاديث عن المطر
وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتناول موضوع المطر أو تتحدث عن بعض الأمور عند نزول المطر، وتعدُّ الأحاديث النبوية منهجًا كاملًا يتَّبعه المسلمون كافةً في مختلف أمور حياتهم، ولذلك فإنَّ ذكر احاديث عن المطر يعلِّم الناس ماذا يفعلون أو يقولون في هذه الحالات، وفيما يلي نعرض بعض احاديث عن المطر والتي وردت عن النبي في السنة الشريفة:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ليسَتِ السَّنَةُ بأَنْ لا تُمْطَرُوا، ولَكِنِ السَّنَةُ أنْ تُمْطَرُوا وتُمْطَرُوا، ولا تُنْبِتُ الأرْضُ شيئًا”.
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “أَصَابَنَا وَنَحْنُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَطَرٌ، قالَ: فَحَسَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَهُ، حتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قالَ: لأنَّهُ حَديثُ عَهْدٍ برَبِّهِ تَعَالَى”.
- عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “ما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضَاحِكًا حتَّى أَرَى منه لَهَوَاتِهِ، إنَّما كانَ يَتَبَسَّمُ، قالَتْ: وكانَ إذَا رَأَى غَيْمًا أوْ رِيحًا عُرِفَ في وجْهِهِ، قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ النَّاسَ إذَا رَأَوْا الغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أنْ يَكونَ فيه المَطَرُ، وأَرَاكَ إذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ في وجْهِكَ الكَرَاهيةُ؟! فَقالَ: يا عَائِشَةُ، ما يُؤْمِنِّي أنْ يَكونَ فيه عَذَابٌ؟ عُذِّبَ قَوْمٌ بالرِّيحِ، وقدْ رَأَى قَوْمٌ العَذَابَ، فَقالوا: هذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا”.
- ثبت عن زيد الجهني -رضي الله عنه- أنّه قال: (صَلَّى لَنَا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَلَاةَ الصُّبْحِ بالحُدَيْبِيَةِ علَى إثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَقالَ: هلْ تَدْرُونَ مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنَا بفَضْلِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ، فَذلكَ مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: بنَوْءِ كَذَا وكَذَا، فَذلكَ كَافِرٌ بي ومُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ).
احاديث عن طلب الدعاء لنزول المطر
بالإضافة إلى احاديث عن المطر فقد ورد في السنة النبوية الشريفة مجموعة من الأحاديث عن الدعاء لنزول المطر، إليك أهمها:
- ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه قال: (إنَّ رَجُلًا، دَخَلَ المَسْجِدَ يَومَ جُمُعَةٍ مِن بَابٍ كانَ نَحْوَ دَارِ القَضَاءِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمًا، ثُمَّ قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الأمْوَالُ وانْقَطَعْتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا، فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا…).
- يتمّ أنس رضي الله عنه رواية المشهد؛ فيقول: (ولَا واللَّهِ، ما نَرَى في السَّمَاءِ مِن سَحَابٍ، ولَا قَزَعَةً وما بيْنَنَا وبيْنَ سَلْعٍ مِن بَيْتٍ ولَا دَارٍ، قالَ: فَطَلَعَتْ مِن ورَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ، ثُمَّ أمْطَرَتْ، فلا واللَّهِ، ما رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا …).
- يقول أنس رضي الله عنه: (ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِن ذلكَ البَابِ في الجُمُعَةِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأمْوَالُ وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ولَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ قالَ: فأقْلَعَتْ، وخَرَجْنَا نَمْشِي في الشَّمْسِ).
- ما صحّ عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، أنّ جمعاً من النساء البواكي أتين إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكين من انحباس المطر؛ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (اللَّهمَّ اسقِنا غيثًا مغيثًا، مريئًا مريعًا، نافعًا غيرَ ضارٍّ، عاجلًا غيرَ آجلٍ).
“اقرأ أيضاً: احاديث عن الصيام وأهميته بالنسبة للمسلمين“
دعاء المطر عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورد عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من احاديث عن المطر يبين فيها ماذا كان يدعو عليه الصلاة والسلام أثناء نزول المطر، فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو بأكثر من دعاء، وفيما يلي بعض من هذه الأدعية التي يمكن الاستعانة بها عند نزول المطر:
- عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا رَأَى المَطَرَ، قالَ: اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا”. ولذلك يسنُّ للمسلم أن يدعو الله تعالى عند نزول المطر بقول: اللهمَّ صيِّبًا نافعًا.
- عن السيدة عائشة أيضًا: “أنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ، عُرِفَ ذلكَ في وَجْهِهِ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ به، وَذَهَبَ عنْه ذلكَ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: إنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكونَ عَذَابًا سُلِّطَ علَى أُمَّتِي، ويقولُ، إذَا رَأَى المَطَرَ: رَحْمَةٌ”.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بدعاء آخر إذ نزل المطر وخاف ضرره وهو قول: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال، والآجام والظراب، والأودية ومنابت الشجر، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “بيْنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أنْ يَسْقِيَنَا، فَتَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ ومُطِرْنَا، حتَّى ما كَادَ الرَّجُلُ يَصِلُ إلى مَنْزِلِهِ، فَلَمْ تَزَلْ تُمْطَرُ إلى الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ، فَقَامَ ذلكَ الرَّجُلُ أوْ غَيْرُهُ، فَقالَ: ادْعُ اللَّهَ أنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا فقَدْ غَرِقْنَا. فَقالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ولَا عَلَيْنَا فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ حَوْلَ المَدِينَةِ، ولَا يُمْطِرُ أهْلَ المَدِينَةِ”.
“تعرف المزيد: احاديث عن يوم الجمعة وفضله على أمة الإسلام“
سنن النبي عند نزول المطر
بعد تناول مجموعة احاديث عن المطر، يجد ربنا القول أن هناك سنن نزول المطر وقد وردت عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم، ولها فضل كبير لا يجب تركه لأن المطر هو رزق وخير من الله سبحانه وتعالى ويحمل معه لحظات من الرحمة و الأدعية المستجابة بإذن الله، فمن سنن نزول المطر عن النبي صلى الله عليه وسلم نذكر ما يلي:
القيام بالدعاء “اللهم صيـباً نافعاً”
- عن عائشة رضي الله عنها أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال : ” اللهم صيـباً نافعاً ” رواه البخاري .
فلعل دعوة صادقة منك تدفع ضرراً عن المسلمين من ذلك المطر و تحضر لهم به خيراً.- ورد أيضاً أن تقول: “رحمة ” لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا رأى المطر “رحمة” رواه مسلم .
وقوف العبد تحت المطر مع حسر شيء من ملابسه
ليصيب المطر جسده للحصول على البركة من ماء المطر وذلك بسبب:
- حديث أنس رضي الله تعالى عنه قال : ” أصابنا و نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر ، فقلنا : يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ قال : لأنه حديث عهد بربه تعالى ” . رواه مسلم
- “عن سعيد بن المسيب أنه رأى ابن عباس في المسجد ومطرت السماء و هو في السقاية فخرج إلى رحبة المسجد ثم كشف عن ظهره للمطر حتى أصابه ثم رجع إلى مجلسه” .
- كان علي رضي الله عنه إذا مطرت السماء خرج فإذا أصاب رأسه الماء مسح رأسه ووجهه وجسده، وقال: “بركة نزلت من السماء لم تمسها يد ولا سقاء”.
الدعاء للنفس
يجب أن يدعو المؤمن الله سبحانه وتعالى ويسأله من خير الدنيا والآخرة فإن هذا الوقت هو موضع إجابة، وذلك لأنه يوافق نزول رحمة من رحمات الله عز وجل على الأرض، ففي الحديث
”ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، و تحت المطر” رواه صحيح الجامع.
قول مطرنا بفضل الله ورحمته
يجب على العبد أن يقول: ”مطرنا بفضل الله ورحمته”، لأنه لا يجب أن ننشغل بحوادث الدنيا والظواهر الطبيعية والطقس وننسى بأنها من صنع الله عز وجل و ينزل بأوامر منه سبحانه و تعالى، ففي الحديث التالي:
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال :” صلى بنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : “هل تدرون ماذا قال ربكم؟” قالوا: الله ورسوله أعلم ، قال: “أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا و كذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب” متفق عليه.
احاديث عن المطر الذي يعتبر من النعم والخيرات التي يرسلها الله تعالى على عباده، كي يحيي به الأرض ويسقي الزرع فهو ساعة طيبة يجاب فيها الدعاء، لذلك نجد العديد من احاديث عن المطر والتي تناولت أهمية هذا الوقت للدعاء والاستغفار.