مشي الطفل غير طبيعي (The child’s walking is abnormal) من الأمور التي تؤرق العديد من الآباء، خاصةً الآباء الجدد ممن جاءهم مولود جديد، وليس لديهم خبرة كافية حول عدد من الأمور الخاصة به، منها على سبيل المثال طريقة مشي الأطفال بطريقة طبيعية، والطريقة غير الطبيعية التي يمشي بها الأطفال، وغيرها من معلومات تشغل بال الأبوين الجدد بمجرد بلوغ ابنهم سن المشي.
مشي الطفل غير طبيعي
التساؤل حول المعلومات الخاصة بمشي الطفل غير طبيعي، يشير إلى ملاحظة عدد هام من الأمور الواضحة على الطفل، والتي جعلت الأبوين يبحثون عن حلول لها:
- يبدأ الطفل في المشي في عمر أقل من 18 شهراً، وخلاف ذلك يجعله يقع في فئة الأطفال غير العاديين، ويدل على وجود خطأ ما.
- عدم حصول الطفل على الفرصة الكافية لنموه وتطوره، بجانب عدم حصوله على الدعم والتشجيع الكافي، يجعله ضمن فئة الأطفال الذين يمشون بطريقة غير طبيعية.
- تلعب العوامل البيئية كذلك دورها في تعزيز مشي الطفل، حيث أن الكثير من الأطفال يرغبون بشدة في المشي، إلا أن حمل الطفل باستمرار يعوق نموه وتطوره الحركي.
- يعاني العديد من الأطفال من مشاكل الورك، مما يعني أن احتمالية مشي الطفل غير طبيعي مرتفعة إلى حد ما.
- تصاحب العديد من حالات الأطفال مشاكل تأخر المشي المتزامنة مع تطورات أجهزة الجسم الأخرى، وذلك كما في حالات الإعاقة الذهنية.
اقرأ أيضاً: العناية بالطفل بعد التطعيم لتخفيف الألم بطرق منزلية
كيف اعرف ان طفلي عنده مشكله في المشي؟
تؤدي أمراض العظام والعضلات دورها في المشي غير الطبيعي لدى الأطفال، وهذه الحالات تستلزم اللجوء للطبيب، للحصول على العلاج المناسب لكل حالة، حيث:
- تساهم أمراض العظام في حدوث عيوب خلقية للطفل، مثل القدم المخلبية أو خلع مفصل الفخذ.
- تؤدي العيوب التطورية إلى التأثير على مركز النمو في الطفل، وهي تتمثل في: (مرض بيرثيز للفخذ أو قصر أحد الأطراف أو اعوجاج الركبة أو الأمراض الروماتيزمية أو التهاب المفاصل الصديدي والروماتويد أو نتيجة الكسور والإصابات).
- أمراض العضلات تؤدي إلى مشي الطفل غير طبيعي، مثل ضمور العضلات أو تيبس المفاصل، وهي تعتمد على الفحص الدقيق للطفل بواسطة أحد أطباء عظام الأطفال المختصين، للوقوف على سبب الحالة ووضع خطة العلاج.
كيف أعرف أن مشية طفلي غير طبيعية؟
يبدأ الطفل بالمرور بالعديد من مراحل النمو والتطور في السنة الأولى من عمره، وتشتمل تلك التطورات على التدحرج والزحف والجلوس، وأخيراً المشي، والكثير من الأطفال يبدأون بأخذ الخطوات الأولى ما بين 11 و14 شهر، وفي حال تأخر الطفل عن المشي بعد سن 14 شهر، فإن ذلك يكون سبب للقلق والتوتر.
لا يعني بدء عدد من الأطفال في أخذ خطواتهم الأولى قبل 12 شهر، أن ذلك يرتبط بحالات مشي الطفل غير طبيعي، حيث أن عدد كبير من الأطفال يبدأون في المشي في عمر 16 أو 17 شهر، لكن تستلزم استشارة الطبيب عند تأخر الطفل في المشي بعد عمر 18 شهر.
اقرأ أيضاً: العناية بالطفل الخديج بعد الخروج من المستشفى
كيف يكون مشي الطفل غير طبيعياً؟
تشير العديد من العلامات إلى مشي الطفل بطريقة غير طبيعية، حيث يبدأ تطور مشي الطفل كما أشرنا في عمر معين، أما الأطفال الآخرين فقد يظهر عليهم أحد الأعراض التالية:
- تصلب الساقين بشكل مفرط، مما يوضح وجود مشكلات في الأعصاب أو المفاصل أو العمود الفقري.
- عدم تماثل جسم الطفل خلال المشي (مثل سحب ساق واحدة فقط).
- احمرار في الساقين أو القدمين.
- ألم عند المشي.
- عرج أو اعوجاج القدمين.
- التعثر والسقوط المستمر.
علامات لا يجب القلق منها في مشي الطفل
يرتبط مشي الطفل بشكل غير طبيعي بمجموعة من العلامات الأساسية التي تثير قلق الأمهات، وهي لا تعني وجود مشكلات في المشي، فقد تختفي من تلقاء نفسها، ومنها:
- تقوس الساقين
يعاني عدد من الأطفال الأطفال من حالات تقوس الساقين، لكن يزول التقوس مع بلوغ الطفل 18 شهر، وفي حالات أخرى قد يستمر حتى يبلغ الطفل 3 سنوات.
- المشي على أطراف الأصابع
يقوم بعض الأطفال بالمشي على أطراف الأصابع بطريقة غريبة للغاية، وهذا الأمر قد ينتهي بعد فترة من الوقت. لكن في حال استمر مشي الطفل بشكل غير طبيعي حتى عمر سنتين، يجب الحصول على استشارة طبية، حيث تعتبر تلك علامة على حدوث اضطراب النمو.
- التعثر والسقوط
يحاول الطفل المحافظة على توازن جسمه بطريقة صحيحة أثناء المشي، ومن الطبيعي أو الشائع تعرضه للسقوط والتعثر، حتى يتمكن من التنسيق بين القدمين أثناء المشي.
- الاقدام المسطحة
تبدو أقدام الطفل مسطحة للجميع، لكن يجب العلم أن الفلات فوت Flat Feet هي عبارة عن دهون تملأ قدم الطفل، وهي تذوب مع تقدم الطفل في العمر، ويمكن بعد عمر سنتين أو ثلاث سنوات، رؤية التقوس الطبيعي لقدم الطفل.
- المشي إلى الداخل
تعرف تلك الحالة باسم (قدم الحمامة)، وفي تلك الحالة يمشي الطفل للأمام بينما تتجه قدماه للداخل، وفي العادة تختفي تلك الحالة بعد مرور 6 أشهر بدون تدخل خارجي. وتستطيع الأم الحصول على استشارة طبية، في حال استمرت تلك الحالة فترة أطول، وفيها يصف الطبيب تمارين مفيدة لتصحيح القدمين.
اقرأ أيضاً: العناية بالطفل الرضيع في مراحل الرضاعة الطبيعية والتسنين
كيف نساعد الطفل على المشي
هناك مجموعة من النصائح التي تتيح لك تشجيع طفلك على المشي، والتي من شأنها مساعدته على المشي بطريقة طبيعية مثل أقرانه من الأطفال في نفس العمر، ومنها:
- تجنب مشاية الأطفال
بالرغم مما تحظى به مشاية الأطفال من شعبية لدى الأبوين، إلا أنها تبطئ من إمكانية تعلم الطفل المشي. حيث أشارت الدراسات أن المشاية تحافظ فقط على وضعية جلوس الطفل، التي تجعل الوركين في وضع الثني، مما يجعله يستخدم الأرجل السفلية فقط لتحريكها، وهو ما رآه المختصين “وضع غير طبيعي للمشي”.
- لا تحمل طفلك كثيرا
يؤدي حمل الطفل وقتاً كبيراً إلى تأخر المشي لديه، مما يعني ضرورة إتاحة الفرصة له للتحرك بمفرده أكثر.
- خلق التحديات
عندما يتقن الطفل المشي على السطح المستو، ينبغي على الأم وضع العراقيل أمامه أثناء المشي، ومساعدته، لتجنب وقوعه. تؤدي عملية خلق التحديات إلى مساعدة الطفل على التوازن والتنسيق بين حركة جسمه وقدميه، كما أنها تقوي عضلاته وعظامه.
- مساعدة طفلك عند السقوط
وقوع الطفل أثناء تعلمه المشي يعتبر من الأمور المعتادة، لكن يجب حينها دعم الطفل ومساعدته على النهوض والمشي مرة أخرى، ومنحه التشجيع الكافي وقتها.
- مد اليدين
يستطيع الأبوين تعزيز ثقة الطفل بنفسه، عن طريق السير معه، ومد اليدين باتجاهه، مما يمنحه المزيد من الطمأنينة والأمان.
مشي الطفل غير طبيعي يعتبر من الأمور التي لا تستدعي القلق في الكثير من الأحيان، أما ظهور علامات غير مطمئنة أثناء مشيه، فهي من الأمور التي تستدعي القلق والحصول على استشارة الطبيب.