علاج ارتجاع المرئ(Treatment of gastroesophageal reflux)، يسمى أيضاً القلس المعدي المريئي وهو رجوع الحمض المتواجد في المعدة إلى المرئ مسبباً له الانزعاج والحرقة، وقد يتطور الأمر إلى الالتهاب في جدار المري، من الممكن اختفاء الأعراض بمجرد تعديل النظام الغذائي للمريض، وفي حال عدم زوالها يشخص المرض على أنه داء ارتجاع المري، وللمرض عدة أطوار يتراوح بين الخفيف الذي لا يحتاج إلى علاج والمتوسط والشديد الذي يتطلب عناية طبية، حيث يتم علاجها بالأدوية أو الجراحة في بعض الحالات، تابع القراءة للتعرف على أعراض المرض وأسبابه وطرق علاج ارتجاع المري.
أسباب حدوث ارتجاع المري
ابرز اسباب ارتجاع المري هو اضطراب وخلل في صمام المعدة، الذي يسبب رجوع الطعام غلى المري وهناك عدة عوامل خطر تزيد من هذه الحالة وتعتبر من أسبابها ومنها:
- التقدم في السن.
- اضطرابات النسيج الضام كتصلب الجلد.
- التدخين أو التعرض للدخان بشكل سلبي.
- زيادة الوزن المفرطة.
- الحمل فتصاب خلاله السيدات بنسبة 85% بارتجاع المرئ.
- الفتق الحجابي.
- تناول الكحول بشكل مبالغ فيه.
- تناول وجبات كبيرة من الطعام.
- النظام الغذائي الخاطئ الذي يعتمد على أطعمة ترفع من حموضة المعدة.
- تناول الطعام في وقت متأخر من الليل.
- الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام.
- تناول بعض أنواع الأدوية مثل الأيبوبروفين والأسبيرين، وأدوية الربو ومضادات الاكتئاب ومضادت الهيستامين.
أطعمة تسبب ارتجاع المري
هناك مجموعة من الأطعمة التي تسبب الحموضة في المعدة بمجرد تناولها، وبالتالي رجوع الحمض إلى الخلف مسبباً ارتجاع المرئ ومنها:
- الأطعمة الحارة.
- الوجبات السريعة عالية الدهون والأطعمة المقلية.
- الفاكهة والخضروات التي تحوي القليل من الحموضة كالطماطم والأناناس والحمضيات.
- تناول الشاي والقهوة على معدة فارغة يسبب زيادة الحمض في المعدة وارتجاعه إلى المرئ.
أعراض ارتجاع المرئ
قبل الحديث عن علاج ارتجاع المرئ، لا بد أن نذكر الأعراض التي تدل على الإصابة بهذا المرض ويشعر بها المريض قبل التشخيص:
- زيادة حموضة المعدة.
- الشعور بحرقان شديد في المعدة والمري.
- امتداد الحرقان أحياناً إلى الصدر والحلق والرقبة مصحوباً بطعم حامض.
- الشعور بوجود كتلة في الجزء الخلفي من الحلق.
- السعال المزمن مع بحة في الصوت.
- رائحة كريهة في الفم.
- تآكل في طبقة مينا الأسنان.
- غثيان.
- صعوبة في التنفس.
- صعوبة وألم عند البلع في الحالات الشديدة والمزمنة.
- فقدان الوزن.
- نزيف يسبب فقر الدم.
علاج ارتجاع المرئ
يبدأ الطبيب المعالج عادة علاج ارتجاع المرئ بتغيير نمط الحياة والنظام الغذائي للمريض، كما يصف له بعض الأدوية المضادة للحموضة، وفي حال عدم التحسن بعد فترة من العلاج يبدأ بإجراءات أخرى مثل:
تغيير نمط الحياة
ويتم ذلك من خلال بضع خطوات تسهم في تحسين وضع المريض الصحي، وتريحه من الألم والإنزعاج الذي يسببه له الارتجاع، ومن أبرز الأشياء التي ينصح بها نذكر:
- فقدان الوزن.
- النوم في وضعية مائلة مع رفع الرأس أعلى من الجسم.
- تعديل في النظام الغذائي وتجنب المهيجات مثل الأطعمة المقلية والشوكولا والنعناع والمشروبات الكحولية والأطعمة الحارة.
- تجنب الاستلقاء بعد الطعام فوراً وتناول آخر وجبة قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
- تناول وجبات صغيرة وتوزيعها على مدار اليوم، مثلاً تناول خمس وجبات بدل ثلاثة.
- تناول الطعام ببطء ومضغه بشكل جيد.
- ممارسة التمارين الرياضية وتمارين التنفس.
- تناول سوائل وأطعمة مهدئة تساعد في منع الحموضة.
- ارتداء ملابس فضفاضة حول البطن، وتجنب الملابس الضيقة المزعجة.
- الإقلاع عن التدخين.
العلاج الدوائي
قد لا يكون تغيير نمط الحياة مناسباً لجميع المرضى، ففي بعض الحالات تحتاج علاج ارتجاع المرئ بالأدوية حتى يتم شفاء الحالة، وإيقاف إنتاج الحمض في المعدة حيث يعطى العلاج جرعة كبيرة في البداية ثم يتم خفض الجرعة بشكل تدريجي بعد 4 إلى 8 أسابيع ومن الأدوية الموصوفة:
مثبطات مضخة البروتون
تسبب هذه الأدوية وقف إنتاج الحمض في المعدة خلال 70% من ساعات اليوم، ويتم بعدها خفض الجرعة تبعًا للاستجابة السريرية، وتشمل الآتي:
- دواء أومبرازول (Omeprazole).
- لانسوبرازول (Lansoprazole).
- بانتوبرازول (Pantoprazole).
وهناك عدد قليل من مرضى الارتجاع المعدي المريئي وخاصة الذين أصيبوا بالتهاب المريء الحاد الشديد في البداية يحتاجون إلى متابعة العلاج والمواصلة لفترات متفاوتة، حيث يكون الهدف من هذا العلاج هو الوصول إلى الحد الأدنى من كمية الدواء التي توفر لمريض الارتجاع المعدي المريئي حياة جيدة، حيث يمكن بعد فترة إعطاء العلاج مرة واحدة، أو مرتين خلال اليوم، أو مرة واحدة كل يومين.
حاصرات مستقبلات الهيستامين
لا يتم وصف هذه الأدوية حالياً لمرضى الارتجاع المعدي المريئي بشكل عام، بل يتم وصفها لمجموعة صغيرة من مرضى ارتجاع المرئ الذين يكون إفراز الحمض عندهم مرتفع خلال ساعات الليل وهم يستفيدون من إضافة هذه الأدوية، وتشمل المستحضرات الآتية:
- رانيتيدين (Ranitidine).
- دواء فاموتدين (Famotidine).
- ساميتدين (Cimetidine).
هناك مجموعة من مرضى الارتجاع المعدي المريئي تحظى بدرجة كبيرة من الاهتمام طبياً في السنين الأخيرة، هي مجموعة المرضى الذين يعانون من الارتجاع المعدي المريئي ولا يمكن تشخيص المرض لديهم بواسطة التنظير الداخلي، هؤلاء أيضًا يحتاجون للعلاج بالدواء وبجرعة كبيرة.
مضاعفات ارتجاع المري
يؤدي ارتجاع حمض المعدة إلى الأعلى إلى عدة مشكلات ومضاعفات في حال عدم العلاج بشكل صحيح مثل:
- تضيق المريء
يسبب حمض المعدة تلف المرئ السفلي ويؤدي إلى تكوين نسيج ندبي، فيضيق النسيج الندبي ممر الطعام، مما يؤدي إلى مشاكل في البلع. - قرحة مفتوحة في المريء
يمكن أن يسبب حمض المعدة تآكل الأنسجة الموجودة في المريء، مما يسهم في تكوين قرحة مفتوحة، حيث تنزف قرحة المريء وتسبب الألم مما يجعل البلع صعبًا. - تغيرات تسبب التسرطن في المريء
يمكن أن يتسبب التلف الناتج عن حمض المعدة في حدوث تغيرات في الأنسجة المبطنة للمريء السفلي، ترتبط هذه التغييرات بمضاعفة خطر الإصابة بسرطان المريء.
طرق تشخيص الإصابة بارتجاع المرئ
يتبع الأطباء في تشخيص المرض مجموعة طرق عند الكشف على المريض منها:
التنظير العلوي
يدخل الطبيب في هذه الطريقة أنبوباً مزوداً بكاميرا ومصباح من الحلق إلى المري والمعدة لفحصهما من الداخل، حيث يكشف التنظير عن وجود أي مشاكل والتهابات في المري من الداخل، ويمكن من خلال التنظير جمع عينة من الأنسجة لاستخدامها في التحليل وكشف أي مضاعفات للمرض.
اختبار الحمض المعدي
من خلال وضع جهاز في المعدة يمكن من خلاله تحديد مدة الارتجاع والفترة التي يحدث فيها، ويكون موصولاً بحاسوب صغير يربط على الكتف أو حول البطن، قد يكون هذا الجهاز أنبوباً رفيعاً ومرناً يتم تمريره عبر الأنف إلى المريء، أو مقطعاً يتم وضعه أثناء التنظير الداخلي في المري، ويتم تمريره في البراز بعد يومين.
قياس ضغط المرئ
حيث يقيس تقلصات العضلات في المري عند البلع، كما يقيس تنسيق هذه العضلات وقوتها عند البلع وتمربر الطعام.
تصوير الجهاز الهضمي العلوي بالأشعة السينية
يتم التصوير بعد شرب المريض لسائل الباريوم الذي يملأ بطانة الجهاز الهضمي الداخلية، ويسمح للطبيب برؤية الأعضاء الداخلية كالمريء والمعدة والامعاء والكشف عن أي خلل فيها.
الوقاية من الارتجاع في المرئ
لا يمكن إيقاف ارتجاع المرئ بعد حدوثه فوراً، لكن هناك عدة طرق للوقاية من حدوثه وتجنبه نذكر منها:
- الحفاظ على وزن منخفض وصحي.
- الامتناع عن التدخين.
- رفع الرأس عند النوم.
- عدم الاستلقاء بعد تناول الطعام.
- تناول الطعام ببطء ومضغه بشكل جيد.
- الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي تسبب الارتجاع.
- تجنب الملابس الضيقة التي تسبب الإزعاج.
تعرفنا على علاج ارتجاع المرئ وأبرز الأعراض التي تدل عليه، ولا بد من التذكير بطلب مساعدة الأطباء في حال الشعور بأي من الأعراض السابقة؛ لأن تركه دون علاج قد يتسبب بمضاعفات خطيرة على الجسم قد تؤدي إلى أمراض أخرى صعبة العلاج.