ما هو مرض الحصبة What is measles وما هي مسببات المرض؟ إذ تعتبر الحصبة من الأمراض الخطيرة التي في الغالب تُصيب الأطفال والرضع، فعلى مر العصور تمكن هذا المرض من إيقاع أعداد كبيرة من الضحايا سواء من الكبار أو الأطفال، لكن مع التطور العلمي تم الكشف عن أغلب خباياه ومسببات الإصابة به، وهذا ما نسلط عليه الضوء اليوم، فتابعوا معنا.
ما هو مرض الحصبة
الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى؛ تبدأ بإصابة الجهاز التنفسي ثم تنتشر في جميع أنحاء الجسم، حيث تنتقل من شخص لآخر بسهولة عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، ويمكن أن تسبب مضاعفات وخيمة ويمكن أن تصل إلى الوفاة، ولكنها أكثر شيوعًا عند الأطفال.
تتضمن أعراض الحصبة الحمى الشديدة والطفح الجلدي في جميع أنحاء الجسم وسيلان الأنف والسعال، ويعتبر التطعيم هو الحل الآمن للوقاية من الإصابة أو نقلها إلى أشخاص آخرين.
هل مرض الحصبة خطير؟
من خلال التعرف على ما هو مرض الحصبة، نجد أنها من الأمراض الخطيرة التي تصيب الأطفال نتيجة انتقال الفيروسات؛ وعلى الرغم من انخفاض معدلات الوفيات بهذا المرض في كافة أنحاء العالم، فلا يزال المرض يتسبب في وفاة أكثر من 200 ألف شخص سنويًا، معظمهم من الأطفال.
تعتبر الحصبة من الأمراض الخطيرة أو حتى التي تؤدي إلى الموت وخاصة في حالة الأطفال الصغار، فخلال عقدين لم تشهد الولايات المتحدة انتشارًا واسعًا للحصبة نظرًا لانتشار حملات التطعيم ، إذ ظهرت أغلب حالات المريضة وفق الإحصائيات الأخيرة في خارج الولايات المتحدة وكانت بين أشخاص لم يتلقوا اللقاح.
أنواع مرض الحصبة
في إطار التعرف على ما هو مرض الحصبة ننوه على وجود نوعان رئيسيان للحصبة، وهما:
- الحصبة العادية: المتسبب فيها فيروس الروبولا.
- الحصبة الألمانية : هي غير معدية، وتنتج عن الإصابة بفيروس الحصبة الألمانية، وأعراضها أقل حدة من الحصبة العادية، لكنها خطيرة في حال أصابت المرأة الحامل.
أسباب الإصابة بالحصبة
نستكمل التعرف على ما هو مرض الحصبة من خلال توضيح أسباب المرض، الذي ينتقل نتيجة ما يلي:
- عندما يعطس المصاب أو يسعل يتسبب الرذاذ المتطاير من الأنف والفم في نقل العدوى.
- يعيش فيروس الروبولا على الأسطح لعدة ساعات؛ وينتقل عند ملامسة الشخص السليم الأسطح الملوثة، ثم يضع يده في فمه أو أنفه.
- الأطفال المصابون بنقص المناعة أكثر عرضه للإصابة بالحصبة
- السفر لمنطقة ينتشر فيها المرض.
ما هو مرض الحصبة واعراضها
في ظل التعرف على ما هو مرض الحصبة، وجدنا عدم وجود اختلاف بين أعراض الحصبة عند الكبار وعن الأعراض عند الرضع والأطفال، فهي عادة تستمر لمدة تتراوح ما بين 7 إلى 10 أيام، وتكون كالآتي:
- زكام شديد وسيلان الأنف.
- ارتفاع درجة الحرارة لمدة ثلاثة أيام.
- سعال جاف.
- وجع في العضلات.
- التهاب الحلق.
- احمرار وحرقان بالعينين.
- تظهر بقع بيضاء داخل الفم وعلى اللسان تشبه عند نهاية اليوم الثالث.
- يظهر طفح جلدي لونه أحمر في اليومين الرابع والخامس، حيث يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه، ثم الجذع، ثم الجسم كله؛ ومحتمل استمراره لمدة 7 أيام.
الفرق بين الحصبة والحساسية
من منطلق التعرف على ما هو مرض الحصبة سنوضح الآن الفرق بين الحصبة والحساسية من خلال ما يلي:
- الحصبة ينتج عنها طفح جلدي على الجسم أحمر اللون، ولكنه لا يسبب الحكة مثل الحساسية.
- الحساسية لا تسبب الحمى، على عكس أعراض الحصبة التي يصحبها ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- لا يمكن إصابة الشخص بالحصبة أكثر من مرة، ولكن الحساسية والطفح الجلدي يمكن أن يتكرر.
مراحل الإصابة بالحصبة
تستمر العدوى بالحصبة لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى 3 أسابيع، إذ يمر المريض بالمراحل التالية:
- مرحلة العدوى والحضانة وتكون بعد مرور فترة تتراوح بين 10 و14 يومًا من بداية الإصابة، ولا تظهر أي مؤشرات أعراض للحصبة في هذه الفترة.
- مؤشرات مرضية خفيفة قد تستمر لمدة يومين أو 3 أيام، فتظهر حمى خفيفة إلى متوسطة، وسيلان أنفي وسعال مستمر والتهاب في العينين والتهاب الحلق.
- الطفح الجلدي والتوعك الحاد؛ فتظهر بقع صغيرة حمراء يكون بعضها بارزًا قليلاً.
- الأيام التالية، ينتشر الطفح الجلدي أسفل الذراعين والظهر والصدر ، ثم فوق الفخذين والجزء السفلي من الساقين والقدمين، تزداد شدة الحمى ويمكن أن تصل إلى 41 درجة مئوية.
- مرحلة التعافي، حيث يبدأ الطفح الجلدي يتلاشى تدريجيًا بداية من الوجه وينتهي بالفخذين والقدمين، لكن قد يستمر السعال لمدة 10 أيام تقريبًا، وكذلك اسمرار الجلد مكان الإصابة بالطفح الجلدي.
كيف يتم تشخيص الحصبة؟
تظهر علامات وأعراض الحصبة، ومنها يشخص الطبيب الإصابة بالمرض وللتأكد من وجود فيروس الروبيلا، فيتم عمل الإجراءات التالية:
- أخذ عينة من الحلق و الأنف للكشف عن الفيروس.
- اختبار فحص الدم.
- فحص الأجسام المضادة بالجسم، فيتم البحث عن جسم مضاد يسمى IgM النوعي للحصبة في الدم.
مضاعفات مرض الحصبة
الحصبة من الأمراض الخطيرة التي قد ينتج عنها مضاعفات تتمثل فيما يلي
- التهاب الأذنين: يتم إصابة واحد من كل 10 أطفال بالتهابات حادة في الأذنين نتيجة الحصبة.
- إسهال وقيء: من أكثر المضاعفات المنتشرة بين الأطفال والرضع.
- التهاب السحايا: هو التهاب يصيب الدماغ نتيجة عن عدوى فيروسية، إذ يصاب تقريبًا واحد من كل 1000 مصاب بالحصبة، وتكون من أعراضه القيء، والتشنج، وفي حالات نادرة تحدث غيبوبة.
- التهاب الشعب الهوائية: قد يؤدي مرض الحصبة إلى الإصابة بالتهاب البلعوم أو التهاب الحنجرة، وكذلك التهاب الغشاء المخاطي في القصبات الهوائية.
- التهاب رئوي: واحد من كل 15 مصابًا بداء الحصبة سوف يصاب بالتهاب رئوي قد يؤدي به إلى الوفاه.
- انخفاض في عدد صفائح الدم: من المحتمل حدوث انخفاض في عدد صفائح الدم وهي خلايا الدم اللازمة لتخثّر الدم.
- اضطرابات الحمل: من أخطر المضاعفات على النساء الحوامل لأن ذلك قد يؤدي ولادة أطفال قليلي الوزن عند الولادة أو إلى الإجهاض.
علاج مرض الحصبة
عند البحث عن العلاج المناسب لمرض الحصبة وجدنا أنه لا يوجد علاج محدد حتى الآن، وذلك لأن العدوى الفيروسية لا تستجيب للمضادات الحيوية بسهولة، على عكس الأمراض البكتيرية؛ لكن يمكن أن يأخذ المريض جرعة وقائية في حال تعرضه للفيروس.
من ناحية أخرى تختفي أعراض الحصبة خلال مدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، إذ يأخذ المريض مطعوم الحصبة بعد 72 ساعة من التعرض للفيروس، أو يأخذ جرعة من الجلوبيولين المناعي، بعد 6 أيام من التعرض للفيروس من أجل تقليل شدة الأعراض، لكن بعد الإصابة فإن الطبيب يوصي بالعلاجات التالية:
- دواء الباراسيتامول من أجل للسيطرة على ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- مضادات الهيستامين أو ما يماثله كدواء مانع للسعال.
- تناول فيتامين أ كمكمل غذائي.
- تناول كميات كافية من السوائل.
- الحصول على قسط كاف من الراحة؛ لتعزيز قوة جهاز المناعة.
- استخدام أجهزة الترطيب لتخفيف السعال والتهاب الحلق.
ما هو مرض الحصبة، نجد انه مازال من الأمراض الخطيرة حتى وقتنا الحالي، لذا يجب توخي الحذر واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية في كل الأوقات وخاصة عند السفر.